في الوقت الذي ينتظر فيه المجتمع تقرير لجنة التحقيق في حادث فندق مكةالمكرمة من أجل تحديد الأسباب وتحديد المقصرين ومحاسبتهم، فإن المجتمع يرفع راية الاحترام والتقدير لجميع العاملين في عمليات الانقاذ في الميدان وفي المستشفيات الذين اسعفوا المصابين، وأنقذوا الأرواح وقاموا بواجبهم بكل إخلاص. د. صالح التويجري رئيس جمعية الهلال الأحمر السعودي بالأنابة ذكر - بحسب جريدة الرياض - ان الجمعية باشرت الحادث فور تلقيها للبلاغ بمدة لم تتجاوز الدقيقتين، وأكد انه لأول مرة يشارك في الحدث مجموعة من أطباء الجمعية الذين تم وضعهم في برنامج موسم حج هذا العام وهم أكثر من (64) طبيباً قاموا بمعالجة الحالات في موقع الحادث، حيث تم معالجة أكثر من (100) حالة. وأشار إلى أن الجمعية أقامت ضمن خطتها لموسم حج هذا العام أكثر من (120) مركزاً اسعافياً بالاضافة إلى مركز الاسناد الذي يعادل بامكانيته (8) مراكز اسعافية، وفريق الجمرات ويعادل (6) مراكز. في حادث الفندق شاركت الجمعية بأكثر من (75) فرقة اسعاف في موقع الحادث، وشارك اكثر من (300) من منسوبي الهلال الأحمر. وكما نلاحظ من حديث د. التويجري لدينا امكانات هائلة، ولدينا رجال يعملون ويؤدون واجباتهم الرسمية والتطوعية بكل جدية واخلاص ورغبة في المشاركة في الأعمال الانسانية وأضافه إلى العاملين في هذه الجمعية هناك جنود يعملون في مواقع مختلفة من قطاعات الدولة المختلفة، اضافة إلى المتطوعين والكشافة الذين يقومون في كل موسم حج بدور مهم في مساعدة الحجاج وتوجيههم. معالي وزير النقل د. جبارة الصريصري يقول لجريدة «الرياض» ان الوزارة تقوم حالياً بتنفيذ عدد من المشاريع الكبيرة في منطقة مكةالمكرمة تقدر تكاليفها بأكثر من مليار وتسعمائة مليون ريال، إضافة إلى وجود مشاريع أخرى مثل مشروع جسر الجمرات الذي اعتمد له مبلغ اربعة مليارات ومشاريع أنفاق نفذتها وزارة الشؤون البلدية والقروية. وفي نفس الاطار صرفت وزارة الصحة (35) مليون ريال لبناء وتحسين سكن مستشفيات المشاعر، وثم تخصيص مبلغ (61500) ريال لتأمين أحدث الأجهزة الطبية للمستشفيات. أما الكشافة الذين تطوعوا لخدمة الحجاج في مكة والمدينة والحدود فبلغ عددهم ما يقارب (3) آلاف كشاف يقومون بخدمات انسانية وارشادية. إن حصر مايقدم للحجاج من خدمات والحديث عن الامكانات والمشاريع والجهات المشاركة مهمة تحتاج إلى موسوعة، والهدف من الإشارة إلى بعض منها في سياق هذا المقال هو التذكير بحجم المسؤولية، وتقدير جهود المسؤولين والعاملين في كافة القطاعات والمستويات الوظيفية ثم التذكير بأهمية تكامل جهود القطاعات والتنسيق فيما بينها واستثمار ماتقدمه الدولة من ميزانيات ضخمة لمشاريع الحج من أجل الوصول إلى أداء مثالي وإدارة علمية تراعي الجوانب الدينية، وتأخذ في الاعتبار الجوانب التنظيمية التي من شأنها مساعدة المسلمين على اداء فريضة الحج بيسر وسهولة .. ولاشك ان المهمة ليست سهلة والمسؤولية جسيمة، وادارتها تعتبر إدارة فريدة من نوعها في العالم أجد من المناسب ان أقترحها كفرع من فروع الإدارة في الجامعات بمسمى: «إدارة الحج».