الله أكبر الله أكبر، لا إله إلاّ الله . الله أكبر الله أكبر، ولله الحمد. تهليل بدأ منذ غرة شهر ذي الحجة، وتكبير استمر وسيستمر الى انتهاء أيام التشريق. المسلمون في كل أصقاع العالم يهللون ويكبرون ويحمدون ربهم أن أبلغهم العشر من ذي الحجة لينعموا من البركات العظيمة لهذه الأيام التي تتساوى فيها الأعمال الصالحة مع العشر الأواخر من رمضان. لنشعر إذاً، في هذا اليوم الذي يصوم فيه المسلمون من غير حجاج بيت الله، بهذه الوحدة الإسلامية المتفردة: أكثر من مليوني حاج على صعيد واحد وبلباس واحد، لا فرق بين أسود وأبيض أو غني أو فقير أو قوي أو ضعيف، يبتهلون بصوت واحد لرب واحد. وأكثر من مليار مسلم يقطنون المدن والقرى والهجر في كافة أرجاء الكون، يهللون ويكبرون ويصومون لنفس الرب، ويدعونه أن يتقبل منهم أعمالهم ومن الحجاج حجهم وسعيهم. لنشعر بهذا كله، ولنسأل أنفسنا: لماذا رغم هذا المشهد الوحدوي الإعجازي الاسلامي والذي يدوم لحوالي نصف شهر، نعيش كمسلمين في الدرك الأسفل من الحضارة المعاصرة؟!! مَنْ فعل هذا بنا؟!! هل هم المسلمون الذين يريدون أن يجعلوا من الإسلام دين الانغلاق والعنف وإقصاء الآخر؟!! أم هل هم المسلمون الذين يفصلون الدين عن الحياة وعن الإبداع وعن الإنجازات العلمية والصناعية؟!! أم هل هم المسلمون الذين يستغلون الإسلام كواجهة لكي يحققوا مآربهم الدنيوية؟!! الله أكبر الله أكبر، لا إله إلا الله. فرغم كل هؤلاء سيظل الاسلام وجهنا ووجهتنا ووجاهتنا. الله أكبر الله أكبر، ولله الحمد. فسيظل الاسلام يتجاوز كل المحن التي تمر به، ليعود رمز التسامح والإخاء والانفتاح على الآخرين. رمز الإنجازات الدنيوية في كل المجالات التي تخدم البشرية جمعاء.