يعيش عدد كبير من نجوم الفن في حالة نفسية سيئة بعد تعرضهم لأمراض خطيرة وابتعاد الجميع عنهم وعدم ترشيحهم في أعمال فنية مما زاد من معاناتهم النفسية والمادية حتى أن نقابة المهن التمثيلية التي ينتمون إليها أقصى ما تستطيع أن تقدمه لهم مبلغ 500 جنيه فقط في الوقت التي تحتاج فيه حالاتهم المرضية إلى آلاف الجنيهات. إنهم الآن يشعرون بجحود الوسط الفني وتجاهل الدولة لهم في الوقت الذي سافر عدد من نجوم الفن المحظوظين للعلاج على نفقة الدولة أكثر من مرة مما جعل البعض يشعرون بالاضطهاد. تسلل المرض إلى كوميديانات السينما المصرية.. فؤاد المهندس استبدل عددا من شرايين قلبه ويوسف داود زرع كلية جديدة وجورج سيدهم أصيب بجلطة في المخ بالإضافة لمتاعب الشيخوخة أما يونس شلبي فجلطة في الساق لا تلبث أن تختفي ثم تعود بينما سيد زيان يشارك سيدهم في نفس الداء «جلطة المخ» التي أدت لصعوبة في الحركة والنطق.. ويتشابه مرض عبد الله فرغلي «ضغط دم» مع حسن مصطفى أما عبد المنعم مدبولي فيعاني من هشاشة العظام.. وبالنسبة لمحمد أبو الحسن الذي أجرى جراحة معقدة في القلب مطلع الثمانينيات فقد عاودته الآلام من جديد. ونسبة للتقرير الطبي لفؤاد المهندس فهو يكشف عن ضعف في عضلة القلب وتصلب في الشرايين والمشكلة في ارتفاع ضغط الدم المستمر ويعكف الأطباء باستمرار على تغيير نمط العلاج أملاً في أن يعثروا على الأسلوب الأفضل في إعادة عضلة القلب لضخ الدماء بمعدل طبيعي... أما جورج سيدهم الموجود في سرير المرض منذ مطلع التسعينيات من القرن الماضي فيحتار الأطباء بشأنه فكلما نجحوا في التعامل مع آثار جلطة المخ ارتفع ضغط الدم من جديد ليفسد ما بذلوه من قبل ويلوم الفريق المعالج أقرباء الفنان الذين انفضوا عنه وتركوه يواجه الوحدة بينما يعتب هو بشدة على أصدقائه الذين عملوا معه سنوات طويلة حيث لا احد يفكر في السؤال عنه باستثناء دلال عبد العزيز التي تحرص دائما على إحياء عيد ميلاده. أما نجم المسرح عبد المنعم مدبولي فلم يمنع اتباعه لبرنامج صحي جيد من أن تتسلل إليه متاعب الشيخوخة والمتمثلة في هشاشة في العظام وخشونة في الركبة وآلام في المفاصل ورغم أن حالة القلب جيدة إلا أنه بدأ يواجه مشاكل على مدار العامين الماضيين في العمل تتمثل في عدم القدرة على بذل نفس النشاط الذي كان يبذله على خشبة المسرح.أصعب ما يواجه الفنان هو أن يتعرض لمشكلة في جهاز النطق حيث يعد اللسان هو أداة الممثل غير أن سيد زيان واجه مشكلة كبيرة في هذا الشأن وذلك إثر جلطة المخ التي أثرت على لسانه وأودت به إلى حالة من الصمت ليلجأ ليديه لتكونا وسيلة التعبير الوحيدة وقد تركت الأزمة آثارها على الحالة النفسية لزيان والذي بات دائم الإحباط وأصبحت علاقته مع العالم من خلال ابنته التي تقوم بالتعامل معه وترافقه بشكل دائم. الفنان يونس شلبي قال :أنا دائما أعيش قريبا من الله في كل ما أقدمه في حياتي من أعمال، ولأني مؤمن تماما بالقضاء والقدر والنصيب الذي يكون ملاصقا للإنسان مثل الوريد في جسده، الأمر الذي يجعل تقبل أي مرض أو حادث يمر بي برضا وهدوء وإيمان، لذلك أنا في السنوات الماضية تعرضت لعدة أزمات صحية، كانت كلها قوية، أو بمعنى أدق «تهد جبل» لكن بالصبر والرضا، عدت والحمد لله. وأضاف أنا بالفعل الجمهور «وحشني» جداً، وقد لا تصدق عندما أقول لك أنى نفسي في دور جميل أقف فيه أمام الكاميرا، أو نص أعود به إلى المسرح، لأنه عندما يتوافر ذلك فالمؤكد أني سوف ألقي بكل الأدوية عرض الحائط، وسوف أتغلب على المرض مهما كانت قوته الفنان يوسف داود أكثر الكوميديانات ميلا للضحك خلف الكاميرا وأنشطهم حركة رغم سنه إلا أنه اضطر مؤخرا بالالتزام للأوامر الصارمة من قبل الأطباء وأهمها الركون للراحة بعد أن أجرى جراحة زرع للكلي وتمتد الأوامر لحد منعه وإلزامه بتحديد ساعات العمل بسبب الأدوية التي يحصل عليها والخاصة بجهاز المناعة ويخشى داود أن تمتد النصائح لتشمل إلزامه بالتوقف عن العمل بالمسرح. قال إنني أجريت عملية زرع كلى تتكلف مائة ألف جنيه، اضطررت أن استلف لأجريها كما استدنت من خارج الوسط الفني مؤكدا: والحمد لله أنى وجدت من يسلفني في هذا الزمن الصعب، ويضيف بالنسبة للنقابة فهي أشبه بحصان ملجم بالروتين وضعف الإمكانيات وقلة الصلاحيات التي تحول دون تدخلها تدخلا فعالا، ولابد أن يتعاون الفنانون فيما بينهم وينشئون صندوقا للزمالة كل فنان يدفع ولو 5٪ من أجره لأن الدنيا دوارة، أما النقابة فكل الذي تدفعه ألف جنيه وما يزيد على نفقة المريض، ورغم أني أدفع لهم الاشتراك السنوي والرعاية الصحية ونسبة ال 2٪.