رغم ان المثل يؤكد دائماً ان العطار لا يصلح ما أفسده الدهر الا ان بعض نسائنا يعملن عكس تلك الحكمة...، حيث تجدهن بكل إصرار يذهبن للعطار لأخذ العلاج من اوعيته المليئة بكل شيء غريب.... الاغرب ان بعضهن بعد كل ولادة تذهب للعطار وتأخذ منه ما تشاء من علاج لاعادة قوتها ونشاطها واصلاح حالها مؤكدة ان ذلك افضل الطرق لاستعادة رضا الزوج... وبعد كل زيارة تكتشف مع طبيبتها انها مصابة بعلة مرضية لا تعرف لها سبباً وبعد ان اكدت لها الطبيبة انها تتناول اعشاباً مضرة نفت ذلك واصرت على ان السبب الادوية التي تأخذها من طبيبها... والنتيجة انها الآن في حاجة لاستئصال الرحم بعد ان تناولت علاجاً أضر كثيراً بها الى حد الحاجة للاستئصال....، اخرى تؤكد انها تقوم بعلاج نفسها من مرض السكر وذلك بتناول بعض الاعشاب مع ترك علاجها الذي وصفه لها طبيبها ليغمى عليها بعد ان وصلت نسبة السكر اعلى مستوياته والنتيجة ضرر في العين... اخرى لا يمكن ان يمر اسبوع دون ان تقوم بزيارة للعطار واخذ نصائحه في علاج بعض الاعراض التي تعاني منها، مثلاً علاج تصبغات الجلد منه، وعلاج المغص منه، وعلاج الضغط منه، وايضاً علاج كيف يحبها زوجها اكثر منه...؟ ولا تنسى ان تحمل بعض هداياها للأحبة من الصديقات مؤكدة لهن انها جربت هذا وذاك وانها استفادت منه بشكل يفوق العلاج الطبي المضر بمواده الكيميائية على حسب رأيها.... ان تستعين بالعلاج العربي او العلاج بالاعشاب فأمر مشروع في بعض الحالات على ان يكون ايضاً وفق رأي علمي متخصص ولكن ان تلتهم بعض نسائنا كل وصفات العطار فذلك امر يجب متابعته من جهات الاختصاص...، خاصة وان بعض محلات العطارة لدينا لديها كل الوصفات لكل الامراض، حيث انها تملك علاجاً للسمنة. وعلاج النحافة وعلاج السكر وعلاج امراض الكلى وعلاج الامراض النسائية بل وصل الامر الى علاج الامراض الخبيثة... ولم تقف تلك المحلات عن استغلال حاجة البعض للعلاج حيث تجاوزته لحاجة البعض للجمال..... نعم تلك المحلات تبالغ في استغلال قلة وعي البعض وقلة موارد البعض وضعف الخدمات الطبية، وايضاً جهل البعض لمخاطر تلك الاعشاب التي كانت سبباً في كثير من امراض يعاني منها بعض النساء والرجال ايضاً.. نعم اكثر المتعاملين مع محلات العطارة نساء والاغرب ان بعضهن تعليمه عال أي لا يقل عن الشهادة الجامعية بل واحياناً يزيد مما يعني معه ان خطورة تلك الاعشاب لا تقتصر على المستويات التعليمية المتدنية مما يعني معه ان الامر ليس محصوراً في فئة قليلة بل متسع الخطورة.... الإشكال الاكبر ان بعض تلك الاعشاب تكون سامة بل وقد تؤدي لامراض اخرى واكثر خطورة، نعم قد لا يصاب بها الانسان من اول تناول للعشبة ولكن مع تكرار التعاطي وخلطها احياناً مع اعشاب اخرى تنتج امراض غير معروفة وقد يصعب علاجها طبياً بل قد تكون سبباً في استئصال عضو من جسد الانسان... هل نحن في حاجة للتوعية أم نحتاج للعقاب لهؤلاء العطارين كما يعاقب الصيدلي...