اعتاد معظم الشعراء في ضرب المثل «خلوج ابن رومي» في العديد من أشعارهم، ولكن ما قصة هذا المثل؟ وعلى ماذا يدل يا ترى؟ فابن رومي صاحب هذا المثل هو أحد التجار بمنطقة الأحساء وكان لديه قطيع من الإبل داخل أحد الأحواش القريبة من سكنه. وكان له ولد وحيد لم يرزقه الله سواه يحبه أكثر من نفسه وفي أحد الأيام جاء ابن رومي لحوش الإبل ومعه ابنه الصغير وبينما هو مشغول بالقطيع والابن يلعب حوله رمحت إحدى الإبل الولد بقدمها، حيث توفي على الفور فما كان من ابن رومي إلا أن ذبح ولد هذه الناقة التي رمحت ابنه أمامها انتقاماً لفعلتها، وكعادة الإبل أو النياق إذا فقدت ولدها أن يصيبها الحزن ويقال لها «الخلوج»، حيث أخذت هذه الناقة تحن وتبحث عن ولدها حتى نفد شحمها ثم بعد ذلك لقحت ثانية وبعدما ولدت ولدها الجديد وأخذت معه وقتاً وتعلقت به قام ابن رومي بذبحه أمامها، وهكذا صار يعاملها ثلاث مرات كلما تلد يذبح ولدها. وفي آخر مرة ماتت الناقة بعد ذبح حوارها وقام ابن رومي بفتح صدرها فوجد كبد الناقة قد ذابت وفتتت، وذلك من شدة حزنها على أولادها وهكذا صارت خلوج ابن رومي مضرباً للمثل عند الشعراء ومن ذلك قول الشاعر فهاد بن مسفر العاصمي وقد نزل بالأحساء بسبب الحاجة التي مسته وأبعدته عن قبيلته ولم يكن عنده غير ولد واحد اسمه «نصار» حيث أخذ فهاد يخاطبه بهذه الأبيات: يا ونة ونيتها يابن نصار ما ونها مثلي خلوج ابن روحي كني من الفرقا على كير بيطار شبوبه ارطاء والستاد مهمومي صدري كما نجر زعول وحضار نفسه على مهواه نفس محمومي من عقب ماني قنب صرت كمبار سبحان من له في عبيده حكومي يا وينهم ربعي هل الكيف والكار اللي عليهم دار جاتا علومي والى نزلنا منزل فيه نوار ذا مقبل يمي وهذا يقومي مزحي عليهم ما يجي فيه تنكار ما أحد يبرق في ملاوي علومي