الخبرة هي نتاج التجربة والممارسة الحقيقية لمجريات الحياة والشاعر هو خير من يصنع تجاربه ومشاهداته في قالب الشعر بهدف استفادة المتلقي وتُعد تلك الأخيرة من فوائد الشعر ودوره في معالجة السلوكيات الخاطئة أو بعض التصرفات التي تجلب للإنسان المشاكل والندم ومن تلك الخبرات التي نقلها الشاعر إلى المتلقي مواجهة متغيرات الحياة ومشاكلها بالحكمة والتروي بعيداً عن التهور والقرارات السلبية لذا أوجز الشعراء تلك المتغيرات بنوعيها في مفردة (الدنيا) وهم بذلك يقصدون الحياة اليومية للإنسان بما تحتويه. يقول الشاعر صالح الحربي: من لا يجي الدنيا بميز وحيلات يصير عقله والهبال متساوي وفي هذا العصر المليء بالمتغيرات التي تعتبر محكاً حقيقياً لاختبار خبرة الإنسان وقدرته على تلك المواجهة وكيفية حل المشاكل أو مواجهة أي طارئ بالحكمة والتروي والخبرة في مثل تلك الأمور لا تأتي إلا من الممارسة وخوض الصعاب بعيداً عن القلق والتردد الذي قد لا يجلب سواء الندم. يقول تركي بن حميد: من لا ياخذ الدنيا بميز وتسيس مثل الذي يمشي بليل يعومي ويؤكد أهمية التجربة الشاعر حسين بن زفير الذي جير كلمة أو عبارة «خوض غمار الحياة» إلى معنى الغطس في غبات البحار وتلك هي التجربة التي تخرج منها الخبرة: كم واحد جرب دروب خطيرة وجاب الذخيرة والثمن الفعل والمال وأنا غطست في غبة أبحار غزيرة ومن لا يعرف الغوص يمشي على الجال ويعتبر الكثير أن الإنسان قليل الممارسة والتجارب أنه أيضاً قليل الخبرة وهذا نقص عليه ويعتبره الكثير ملاحظة يتم استنكارها ودفع من لا يمارس الحياة إلى أهمية خوض غمار الحياة حتى تكتمل خبرته وإلا لن تسند إليه المهام. تقول الشاعرة سارة الهليل: خطو الولد يزعل إلى ما تعشى ويضحك إلى منه ملى بطنه الزاد ما تلته مبعدات المغشى ما جرب الغربة ولا مرة فاد ويعتبر الكثير إن لم يكن مؤكداً أن الشدائد هي مصنع التجارب والخبرة للأشخاص كما أن الشدائد كفيلة بكشف بعض زوايا الغموض في الحياة والتي يحتاج فيها الفرد إلى إضاءة واضحة. لولا الشدايد تعترض للرجاجيل محد عرف وش صاحبه من عدوه وهذه دعوة من الشاعر غليان بن ماضي الدوسري إلى أهمية مواجهة المشكلات وعدم التهرب منها حتى لا تزيد العراقيل وبالتالي تنقلب الأمور رأساً على عقب. من لا يقابل بالوجه مشكلاته تكثر عراقيله ويزداد غربال