هذا العنوان مستوحى من قصة فلم أمريكي جديد ستوزعه شركة «وارنر اندبندنت » بدءا من هذا الشهر. كتب الفلم وأخرجه ومثل شخصيته الرئيسة السينمائي الأميركي Albert Brooks الذي اختار له اسم (البحث عن الكوميديا في العالم الإسلامي) وقد عُرِض الفلم لأول مرّة في مهرجان دبي السينمائي الدولي الثاني الذي نظم الشهر الماضي. ومع أن هناك من يروّج للفلم باعتباره محاولة (أمريكية) لفهم العالم الإسلامي إلا أن قصة الفلم ومسار أحداثه لا تخرج كثيرا عن ردود الفعل لأحداث 11 سبتمبر 2001 م وتأثيراتها على فكر وصناعة السينما الأمريكية. تدور قصة الفلم حول كوميديان أمريكي كلّفته حكومته بالسفر إلى باكستان والهند في مهمة ساذجة تقتضي منه خلال شهر وضع تقرير (من 500 صفحة!) عما يمكن أن يبعث الضحك عند المسلمين لتعزيز التفاهم معهم. وما يعنينا هنا أن صانع فلم ?Looking for Comedy on the Muslim World - ليس بالشخصية النكرة في عالم السينما فقد بدأ حياته كوميديا صاعدا في برامج الفكاهة المباشرة قبل حوالي ثلاثة عقود ثم ممثلا وصانع أفلام مرشح للعديد من الجوائز ، ومن هنا (توقعنا) أن ينصف الفلم القضية خاصة وان نجم الفلم يقر لمحطة «BBC» أن الفلم لا يتطرق للدين وإنما هو عبارة عن «وخزة هزلية» (poked fun) ? على حد رأيه- لجهل الأمريكيين عن العالم الإسلامي. وحيث إن الفلم على لائحة العرض الجماهيري هذا الشهر ( فما نتمناه فعلا) هو أن يساعد على الأقل في إثارة العقول والقلوب في «بلاط العم سام» للبحث عن إجابات لسؤال مهم وهو: لماذا بات صعبا أن تجد الابتسامة في العالم الإسلامي؟» وحيث قد نعرف الكثير من الأسباب الداخلية لكآبة شعوب العالم الإسلامي وحيث لم يجب الفلم على كل الأسئلة فإننا نرجو أن ينهض صّناع السينما الأمريكيون بدور تاريخي ويتفحصوا تأثير ودور العامل الخارجي - والأميركي تحديدا-في تكثيف سحب الكآبة في سماء هذا العالم الذي تجاوز عدد سكانه ملياراً ونصف المليارإنسان. من هنا سأقترح على «البيرت بروكز» فكرة جزء ثان مكمّل لفكرة فلمه يكون عنوانه « لماذا يوجد بيننا من يمتهن مشاعر المسلمين؟» ولتكن البداية من زاوية واقعية تحلّل فيها بعض الصور والوقائع الثابتة التي لا تستهدف إلا إهانة المسلمين والإقلال من شأنهم وتهميش رموزهم سواء عبر الكاريكاتير والمقالة أو في منعطفات رحلة السينما الأمريكية التي رسخت صورا نمطية سوداء عن العرب والمسلمين. في هذا السياق انصح «بروكز» بقراءة كتاب جاك شاهين «Reel Bad Arabs» وسيجد مئات الأمثلة للصور السلبية عن الإسلام والعرب التي حاول «دهاقنة» السينما الأمريكية ترسيخها منذ بداية القرن العشرين. ولإنعاش ذاكرة المخرج المهتم بصورة بلاده وأسباب غياب ابتسامة المسلمين أحيله إلى بعض الأفلام التي ظهرت بالتتابع قبل 11 سبتمبر وهي وإن كانت تختلف في مضامينها إلا أنها اتفقت في أهدافها التي تؤكد أن الإرهاب والتعصب والهمجية إسلامية الجذور ومن هذه الأفلام «True Lies (1994),» «Executive Decision (1996)» «The Siege(1998)». وقد يتوقع البعض أن موضوعات الأفلام فرضها واقع المسلمين وأولويات الإنتاج السينمائي ولكن تصريحات مسؤولين أمريكيين تنسف حسن النية ففي حديثة لمجلة «نيوبيرسبكتيف كوارترلي «NPQ» (عدد2 سنة 2002) يؤكد «جاك فالينت» الرئيس التنفيذي لاتحاد صناعة السينما الأمريكية حقيقة دور صناعة السينما في تدعيم السياسة الأمريكية ضمن جهد منسق يشترك فيه مسؤولون رسميون مع كبار منتجي أفلام هوليود . ونقول لألبيرت بروكز - ايضا بأن عليه أن لا يغفل دور محتوى شبكة الانترنت فمن خلالها تتسرب عشرات الصور والمواد - بعيدا عن أطر الإعلام الرسمي الإسلامي - لتعزز معاناة المسلمين ولتؤكد أن اضطهادهم تسلية عابثين وهوس متعصبين في الجانب الآخر وان أراد برهانا أوضح فلعله يوفق في العثور على مقطع فيديو شهير يتداوله الشباب المسلمون عبر الانترنت ورسائل الوسائط تظهر «مدنيا» أمريكيا (يتبوّل) على نسخة من المصحف الشريف مرددا عبارات الارتياح منهيا مهمته الخسيسة بإطلاق نار مسدسه على كتاب الله وهو يردد عبارات التشفي. مسارات قال ومضى: لا لست متجهما .... ولكنني لا استطيع الضحك حتى تخرج مسدسك من فمي.