خرج الرئيس الأمريكي جورج بوش يوم الخميس عن نطاق دائرة ضيقة من مساعديه الموثوقين ليطلب المشورة بشأن العراق من وزراء سابقين للخارجية والدفاع كان بعضهم قد انتقد علنا سياساته هناك. وقال بوش «ليس كل الجالسين حول هذه المائدة اتفقوا مع قراري بغزو العراق وأنا أتفهم ذلك تماما» مضيفا أنه استمع إلى مخاوفهم واقتراحاتهم بشأن كيفية المضي قدما. وتابع «سأحمل النصيحة على محمل الجد». وحضر المسؤولون السابقون الذين خدموا في حكومات تعود الى عهد الرئيس جون كنيدي اجتماعا مع بوش ووزيرة الخارجية الحالية كوندوليزا رايس ووزير الدفاع دونالد رامسفيلد. وقام الجنرال جورج كيسي القائد الأمريكي في العراق وزلماي خليل زاد السفير الأمريكي هناك باطلاعهم على تطورات الأوضاع في العراق. وقالت وزيرة الخارجية السابقة مادلين اولبرايت وهي مسؤولة في حكومة الرئيس كلينتون كانت قد انتقدت سياسة بوش في العراق في وقت لاحق انها عبرت عن مخاوفها خلال الاجتماع. وقالت لشبكة تلفزيون سي.ان.ان انها ابلغت بوش «ان امامنا شوطا طويلا يجب ان نقطعه» لنحقق النجاح في العراق. وقال انها اقترحت انشاء «مجموعة اتصال» اقليمية من دول المنطقة للمساعدة في توضيح ان الولاياتالمتحدة لا تنوي ان يكون لها قواعد دائمة هناك. وقالت «انتهزت الفرصة لاقول انني كنت قلقة جدا على موقف الولاياتالمتحدة دوليا». وأوردت ايران وكوريا الشمالية والوضع في الشرق الاوسط من بين اسباب قلقها الرئيسية. ويؤكد بوش للشعب الأمريكي الذي أظهر سخطا متزايدا تجاه الحرب التي راح ضحيتها أكثر من 2100 جندي أمريكي وآلاف من العراقيين إحراز تقدم في العراق بعد الانتخابات البرلمانية التي أجريت الشهر الماضي. ودعا منتقدون إلى سحب القوات الأمريكية من العراق بشكل سريع لكن بوش قال مرارا إنه لن يضع جدولا زمنيا للانسحاب وإن القوات الأمريكية لن تنسحب حتى تتمكن القوات العراقية من تولي مسؤولية الأمن. وقال بوش «الدفعة الحقيقة لنجاحنا ستحدث عندما يتمكن العراقيون من مقاتلة العدو الذي يريد وضع حد لديمقراطيتهم ونحن نحقق تقدما جيدا للغاية في هذا المجال». وقال الكسندر هيغ وزير الخارجية في حكومة الرئيس الراحل رونالد ريغان ان بوش كان على حق عندما ذكر ان الظروف على الارض هى التي ستحدد مسألة سحب القوات. وقال «اعتقد ان الرئيس اتخذ الموقف الصحيح تماما على عكس ما يراه عدد من السياسيين في واشنطن». وقال ايغلبرغر ان على بوش ان يعالج مسألة سحب القوات لان الكثير من الامريكيين يريدون ان يعرفوا متى ستنسحب القوات الامريكية ولكن ذلك من شأنه ان يوفر معلومات للعدو. واضاف «في كل مرة نتحدث فيها عن الانسحاب يمكنكم ان تروا اذان اسامة (بن لادن) واصدقائه صاغية». ومن الذين حضروا الاجتماع كولن باول اول وزير للخارجية في عهد بوش والذي كثيرا ما اتسمت فترة توليه منصبه بالخلافات مع البيت الأبيض ووزارة الدفاع بشأن عدد من قضايا السياسة الخارجية. ومنذ أن ترك منصبه تجنب باول انتقاد بوش علنا لكن عددا من مساعديه وجهوا انتقادات لبوش ونائبه ديك تشيني ورامسفيلد. كما حضر الاجتماع وليام بيري وزير الدفاع في حكومة الرئيس السابق بيل كلينتون والذي عمل مستشارا للمرشح الديمقراطي جون كيري المنافس الرئيسي لبوش في انتخابات الرئاسة عام 2004. ومن بين وزراء الخارجية السابقين من الحكومتين الديمقراطية والجمهورية حضرت مادلين اولبرايت وجيمس بيكر وجورج شولتز. ومن بين وزراء الدفاع السابقين حضر وليام كوهين وفرانك كارلوتشي وجيمس شليسنغر وهارولد براون وميلفين ليرد وروبرت مكنامارا.