سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
المرأة السعودية سيكون لها دور رئيسي في عملية التحول الاقتصادي للمملكة والخليج عقب تعيينها مديراً عاماً لبنك جولف ون.. الخبيرة الاقتصادية ناهد طاهر ل«الرياض»:
قالت الدكتورة ناهد طاهر الخبيرة الاقتصادية ل«الرياض» عقب تعيينها مديراً عاماً لبنك جولف ون للاستثمار بأن انشاء بنك جولف سيكون له مردود اقتصادي عالٍ على الاقتصاد الوطني السعودي والدول المجاورة ويسهم بشكل فعال في دفع عملية تطوير المشاريع الضخمة خاصة في ظل سياسة الانفتاح الاقتصادي الذي بدت تنتهجه المملكة بتوجيهات من خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز. وأضافت: بأن المرأة السعودية حققت الكثير من الانجازات في الكثير من الميادين.. وأرى ان توليتي هذا المنصب سوف يشجع السعوديات العاملات على العمل بجد وهن قادرات على ذلك من أجل تولي مناصب قيادية في المستقبل.. هنا تفاصيل الحوار: ٭ «الرياض»: كيف تم اختيارك لمنصب الرئيس التنفيذي لبنك «جولف ون» للاستثمار Gulf one Investment Bank؟ - ظلت فكرة انشاء بنك «جولف ون» للاستثمار حلماً منذ عدة سنوات بناء على ايمان عميق ونظرة اقتصادية قائمة على المعايير الدولية لحل الاختناقات الهيكلية وتحقيق نمو اقتصادي مستدام ومتسارع لمنطقة الخليج والتي ظلت تعتمد بشكل كبير على البترول في مدخولاته. لابد من إعادة النظر في ادارة الثروة النفطية وخاصة مع ارتفاع عائدات النفط وترجمتها إلى استثمارات انتاجية وفقاً للمزايا النسبية التي تتمتع بها المنطقة من منظور عالمي. ثم رسخت هذه الفكرة وبدأت في بلورة اطرها التنفيذية بعد الكثير من النقاش والاجتماعات والعصف الذهني بيني وبين الأستاذ زياد عمر وهو خبير مصرفي يعمل في القطاع البنكي في المملكة العربية السعودية، بالاضافة إلى أشخاص آخرين ذوي ثقل في القطاع المصرفي في المملكة ودول الخليج. وبعد ذلك كانت هناك دراسة مستفيضة لجدوى انشاء هذا البنك، وأظهرت دراسة الجدوى ان انشاءه سوف يكون له مردود اقتصادي عال بإذن الله على اقتصادنا الوطني واقتصاديات المنطقة وسوف يسهم بشكل فعال في دفع عملية تطوير المشاريع الضخمة خاصة في ظل سياسة الانفتاح الاقتصادي الذي بدأت تنتهجه المملكة العربية السعودية بتوجيهات من لدن خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز. وبعد ذلك قمنا بعرض فكرة إنشاء البنك على الجهات المعنية ولاقت ترحيباً قوياً، ومن ثم توجهنا إلى بعض المستثمرين في دول الخليج، وبتوفيق من الله لاقى الدعم حيث حظي بنك «جولف ون» للاستثمار بدعم كبار المستثمرين في المنطقة لما يقدمه من مبادرة قوية لدعم النمو الاقتصادي في المملكة العربية السعودية بشكل خاص ومنطقة الخليج بشكل عام، وبعد ذلك صدرت الموافقة على إنشاء البنك من قبل مؤسسة النقد البحريني حيث منحنا ترخيصاً لمزاولة الأعمال البنكية للمصرف في السادس من ديسمبر 2005م. ٭ «الرياض»: تعتبرين أول سعودية تتولى منصب مدير عام بنك- ماهي انعكاسات هذا التميز على مسيرة المرأة السعودية؟ - أود أن أوضح هنا أنني لم آت لهذا المنصب لكوني امرأة، بل من منطلق فكرة اقتصادية عميقة الجذور ولله الحمد. والمرأة عموماً نادرة الوجود عالمياً في المناصب العليا في البنوك وخاصة الاستثمارية منها، ولكن متى ما وجدت وتم دعم جهودها فإن نجاحاتها عالية المستوى بالمعايير العالمية. أما بالنسبة للمرأة السعودية فقد حققت الكثير من الإنجازات في الكثير من الميادين ولا يسعني أن أسردها في هذا المقال، وأرى أن توليتي هذا المنصب سوف يشجع السعوديات العاملات على العمل بجد وهن قادرات على ذلك من أجل تولي مناصب قيادية في المستقبل القريب. ٭«الرياض»: نود التعرف على نوعية الخدمات وطبيعة المنتجات البنكية لبنك جولف ون للاستثمار Gulf One Investment Bank ؟ - يقدم بنك جولف ون للاستثمار المنتجات والخدمات المصرفية والأدوات التمويلية طويلة الأجل وهي مفتقدة في السوق في الوقت الراهن. كما سنعمل على إيجاد ثقافة سوق ما يعرف ب «سوق دين طويل الأجل» أو Long Term Debt Market من أجل تقليل تكلفة الاستعانة بمصادر الاستثمار الدولية التي تزيد من قيمة تلك القروض لاعتبارات متعددة منها ائتمانية وجيوسياسية ومالية. كما سنستحدث منتجات استثمارية يتم تصميمها خصيصاً لتفي باحتياجات السوق المحلي والإقليمي. رؤيتنا تقوم على أخذ المبادرة ودعم التنمية الاقتصادية في المملكة العربية السعودية بشكل خاص ومنطقة الخليج بشكل عام والأهم على «التكامل» وليس فقط «التعاون» الاقتصادي الخليجي لتخفيض التكلفة وتحقيق وفورات الانتاج الكبير من خلال الاندماجات الخليجية الحالية والمستقبلية ووفقاً للتوجهات العالمية في هذا النطاق. كما سوف نقوم بتقديم خدمات في مجال إعادة الهيكلة والدمج والحيازة (Restrucluring and Morgers & Acquisiuons ) وهي خدمات غير متوفرة بالشكل الكافي كماً ونوعاً في الوقت الحاضر، ولكنه قطاع ذو مردود عال ومربح في مجال القطاع المصرفي الاستثماري والذي يعد الذراع المالي اللازم لعمليات التنمية الاقتصادية وسنسعى لتحقيق النمو الاقتصادي المستدام خاصة في ظل الانفتاح الاقتصادي للمنطقة. ونظرة البنك تعتمد على استغلال مواردنا المحلية بشكل أكثر فاعلية وترشيد طريقة الإنفاق من خلال إيجاد قاعدة قوية للتعاون بين القطاع العام والخاص بما يعرف بإسم PPP أو Public Private Partnership أي الشراكة بين القطاع العام والخاص من أجل إيجاد اللبنة الأولى على طريق تحقيق التوازن والآلية اللازمة للنهوض بالاقتصاد وتنميته بشكل مستدام. كما أن لدى المؤسسين الإيمان القوي بضخامة المتطلبات الاستثمارية والمهارات المصرفية الحديثة المطلوبة لبناء القدرات المحلية والوفاء باجتياجات الناس من توفير البنية التحتية اللازمة وهذا ما جعلنا نقوم بإطلاق هذا المصرف. ٭ «الرياض»: متى سيبدأ العمل الفعلي للبنك وماهي المشاريع التمويلية التي يمكن للبنك أن يتجه نحوها؟ - سوف يبدأ العمل الفعلي في الربع الثاني من عام 2006م. وهو أول مصرف خليجي يعنى بالعمل في مجال الاستثمار. سوف نستهدف مشاريع البنى التحتية وإدارة الإستثمارات الخاصة Private Equity ، كما سنعمل في تمويل مجالات الاستثمار في الطاقة والبتروكيماويات وخاصة ما يعرف ب Mega Projects أي الاستثمارات الضخمة التي تفوق قيمتها ال 500 مليون دولار. ويعد هذا السوق واعدا جداً حيث تفوق منتجات الاستثمارات فيه ترليون دولار خلال ال 15 عاماً القادمة. كما ويفتقد إلى تقديم منتجات وحلول تمويلية صممت للسوق المحلي والإقليمي. فإن بنك جولف ون للاستثمار سوف يعمل في مجال التمويل طويل الأجل من خلال تنظيم القروض (Loan Structuring ) وهيكلية الصناديق الاستثمارية الخاصة، بالإضافة إلى ضمان إصدار وبيع السندات (Underwriting ) نيابة عن الشركات. ٭«الرياض»: د. ناهد ماهي المهام التي تقع على عاتقك من خلال ترؤسك لهذا الموقع؟ - موقعي سوف يتطلب الكثير من الجهد وجملة من التحديات، فهذا أول مصرف خليجي يعمل في مجال الاستثمار وعليه فإن هذا المنصب سوف يتطلب الموازنة بين إدارة الاستثمارات والصفقات والموارد البشرية مشكل مستمر وإن لم يكن في آن واحد. ومن أهم المهام التي أرى نفسي فيها هي أن اكون جزءا من ما يسمى «بالقيادة التحويلية» أو ( Transformational Leadership ) أي تحويل إستراتيجية الشركات وخططها التنفيذية نحو الابتكار والتطوير والحلول القائمة على التكامل بين هذه الشركات فيما بينها وليس الأداء المنفرد كما هو معتاد الآن. والدور الرئيسي لي هو استقطاب أفضل الكوادر المصرفية وخاصة المحلية والإقليمية منها سواء داخل المنطقة أو خارجها، ومن تسهيل العمل الجماعي بين أعضاء الفريق الإداري ومن خلالها باقي فريق العمل من محللين وإداريين، كما سيكون من مهامي خلق جو يساعد على التناغم في العمل بين الأقسام والإدارات المختلفة في البنك. كما سأعمل على أن تكون عملية اتخاذ القرارات هي من «الأسفل إلى الأعلى» وذلك سيساعد على جعل بيئة العمل خصبة من حيث التمكين في أخذ المبادرة واتخاذ القرار والإبداع وتقديم الحلول المالية التمويلية بالإضافة الى التفكير خارج النمط المعتاد «thinking outside the box » ومن المهام الأخرى التي ستكون على عاتقي هي العمل مع الهيئات والجهات ذات العلاقة من أجل إعادة هيكلة الحلول التمويلية للمشاريع الصناعية والمشاريع العملاقة من خلال طرح منتجات مالية صممت خصيصاً لاحتياجات المنطقة أو من خلال ابتكار طرق جديدة للتمويل طويل الأجل الذي يعتمد على أعلى المقاييس العالمية مع فهم الواقع الحالي في منطقتنا. كما سأعمل على استحداث نظم لقياس الأصول الغير ملموسة مثل «الثروة الفكرية» .«Intellectual Capital» وليس فقط الأصول الثابته، حيث أننا في عصر يعتمد على المعرفة والعلم في استخدام الثروة الفكرية البشرية من أجل التفوق وإحداث نقلة نوعية «Paradigm Shift » في الحقول والميادين التجارية والعملية والتعليمية المختلفة. فهذا توجه جديد ذو فائدة علينا يجب أن نستحدثها ومقارنتها بأفضل المقاييس العالمية. إنني أؤمن أن على بنك «جولف ون» للاستثمار أن يستقطب أفضل الموادر البشرية المؤهلة وتدريبها وتنمية قدرتها، بالإضافة إلى تقديم المكافأة والعروض المالية مثل أسهم في البنك (وذلك بعد مرور سنوات خدمة محددة والنجاح في عمليات تقييم الأداء) وذلك من أجل المحافظة على النجاح المستمر الذي سيسعى البنك لتحقيقة على المدى البعيد. سوف تعتمد المكافأة التي يقدمها البنك لمنسوبية على الأداء داخل منظومة العمل الجماعي وليس العمل الفردي فحسب لدينا ما يسمى «First Mover Advantage » أو «أفضلية التواجد الأول» أي أننا أول بنك محلي يقتحم هذا القطاع الحيوي وسنعمل على تنمية موقعنا هذا من خلال التواصل المستمر مع جميع شركائنا والتركيز على وتطوير قدراتنا الأساسية.