لا أعتقد أن هناك إنساناً سوياً لا يحب الأطفال بل لا يجد سعادته مع ابتسامة طفل، أو مداعبته، الطفولة مسرح كبير للبراءة والجمال والعفوية.. تلك الحقيقة تجدني أتعاطف مع طفل شاءت الظروف أن يكون أبوه رمزاً للانانية وأمه رمزاً آخر للقسوة والبخل. في مواقع الحياة المختلفة تكتشف عدم قدرة البعض على ان يكون أبا أو أما صالحَين وليس مثاليين، إحداهن تصر على ضرب صغارها كلما اختلفت مع رئيستها في العمل أو كلما غضبت من زوجها، وآخر يصر على حرمان ابنائه من حقوقهم المعيشية الاولية لأنه مختلف مع امهم، وأطفال آخرون شاءت الاقدار ان يتوفى ابوهم فتلقتهم ايادي الآخرين ليجدوا أنفسهم تارة ضمن الارث الذي يتقاسمه الاهل، ويضيع كثير من الاطفال بين رغبة ام في الزواج وطمع اهل في المال. من منا لم يبكِ لدمعة طفل تركته امه لتتزوج برجل آخر دون ان تفكر ان هذا الصغير الآن هو اكبر مسؤولياتها، ومن منا لم يبكِ لطفل اصر والده على اخذه من امه بعد طلاقها فقط ليعلمها درساً لن تنساه والضحية الاولى طفل بريء شاء الله ان يكون ثمرة لأجساد لا تملك القلب والعقل. احداهن اصرت على طلب الطلاق وترك ابنائها لابيهم لأنه رفض احضار عاملة تساعدها في المنزل مثل اختها رغم ان دخل زوجها لا يكفي احتياجاتهم الاولية وهي ايضاً ربة بيت لا تعمل..؟؟ وأخرى اصرت على طلب الطلاق بل وترك ابنائها لزوجها لأنه لا يسافر بها مثل اخته..؟؟ ورجل آخر طلق زوجته وتركها مع ابنائها بدون عائل لأنه تزوج معلمة زواج مسيار بداية ليكتشف انه اصبح زواج استثمار والضحية أبناؤه..؟ وآخر اصر على طلاق زوجته وتسريحها واخذ ابنائه منها لانها رفضت اعطاءه راتبها كما تفعل زوجة أخيه..؟ والضحية ايضاً الاطفال..؟. وآخر طلق زوجته واخذ ابناءه لأن اخاها اساء له في العمل، وأخرى تركت منزلها وابناءها لأن زوجها يصر على وجود امه معهم بعد أن رفضها بقية اخوته، وآخر يرفض ان يبقى ابناؤه مع زوجته لانه يخشى ان تطالبه بالنفقة. تلك الطفولة التي تعيش بيننا ونحبها بل ان بعضنا يحرص على الانجاب السنوي إلا أن بعضنا للأسف يظلمها بقسوته وأنانيته وسوء تقديره لعاقبة الأمور..، تلك الطفولة حين يقسو بعضنا عليها ويحرمها من احاسيس الحب والعطف، وحين نبخل عليها برقة المشاعر ولين الكلمة فإننا بذلك نقسو على انفسنا، اذ لا يوجد اب اناني أو ام قاسية سعداء، فرقة التعامل مع الطفل تمنحك الكثير من الراحة والسعادة. غداً أول أيام العيد ماذا لو أن كل واحد فينا احتفل بالعيد بين عيون صغاره فقط ليكتشف ان كنوز السعادة تكمن فعلاً في شقاوة طفل وبرائة الحوار مع آخر.. أتمنى من كل أم وأب أن يكون غد عيداً لصغاره وأن يتخلى بعضنا عن قسوته أو أنانيته فذلك لإسعاد نفسه قبل طفله.. لنجرب.