الاخلاق والآداب الحسنة وجدت في ديننا الحنيف ولكن لانهتم بالتأمل فيها، وقد ذكرتني وحفزتني أخلاقيات المهن الصحية للمحاضر عيسى بن علي الجوحلي بكلية العلوم الصحية للبنين بالرياض، لكتابة مشاركتي هذه المختصرة. الأخلاق والخلق والآداب والأدب الإنسانية أيضاً وجدت منذ الخليقة وبل قبل ذلك. فهي مرتبطة بصفة الخالق عز وجل وكل ما حوله سبحانه خير وجميل. وقد تجلب في عظمة عند ما خلق أبو البشر ابونا آدام عليه السلام في احسن تقويم، أي أحسن شكل وهيئة بدنية وروحية ونفسية وخلقية. ولما للأخلاقيات من أهمية للانسان وعلاقته بربه عز وجل من باب الأخوة الانسانية وحضاراته اهتم علماء الحضارات بسن القوانين الاخلاقية وخاصة في مجال الطب. ففي الحضارة الاشورية كتب حمورابي أول قانون ينظم عمل ممرضة الطب. وكذلك الحضارة الأغريقية القديمة ادخل عليها أبو قراط قسم المرضى وتطورت عبر مختلف الحضارات التي بعدها وخلال الحضارات الإسلامية شهدت الاخلاقيات قمة العناية والكمال، فبنزول وحي الاسلام على نبي الهدى محمد بن عبدالله عليه أفضل الصلاة والسلام الذي ولد بعناية ربه عز وجل صادقاً أميناً كامل الاخلاق فقد قال تعالى في وصف أخلاقه صلى الله عليه وسلم {وإنك لعلى خلق عظيم} القلم ص4 وعندما سئلت عائشة رضي الله عنها عن خلق الرسول عليه الصلاة والسلام قالت ((خلقه القرآن)). وفي حضارتنا المعاصرة وُضعت أنظمة وقوانين لأخلاقيات المهن الصحية (ethics code of ) وهي تحدد واجبات ومسئوليات المهنيين الصحيين تجاه مرضاهم وزملائهم وأنفسهم ومجتمعهم، وذلك لضمان الالتزام والرقي بجودة الرعاية الصحية.