يبدو أن بعض الناس فقدوا ملامحهم... في تعاملهم مع بعضهم وفي أسلوب حياتهم ليسوا على نفس درجة الصفاء التي تحكم علاقاتهم في الماضي... أجل إنها ظاهرة مخيفة إذا استمرت الحال على هذه الشاكلة، ولم أقل هذا الكلام من الفراغ... يكفي أننا نرى أمام أعيننا وفي قاعات الاجتماعات اثنين يتناقشان فيتحول النقاش إلى صراع وخصام... فبعض الأشخاص يخلق من القشة بركاناً هائلاً من الغضب وينتهي الاجتماع أو المنتدى من ورقة عمل تُصءرَف على طباعتها أموال طائلة وتوضع على الأرفف أو داخل الأدراج ويضيع الهدف الأساسي... يظهر أن الزمن الراهن يفقد الناس الحس الإنساني في التعامل والتسامح الذي أوجده الله في الإنسان منذ خلقه... فالحياة أبسط مما يتصورها الكثيرون والإحساس بالآخر والاهتمام به مفتاح لحل الكثير من المشاكل قبل أن تكبر وتكون بركاناً ثائراً من الحقد والانتقام.. فيجب على الجميع أن يفهم أننا ما زلنا بلداً نامياً نريد حلاً لمشاكلنا بهدوء ونتغاضى عن الأشياء البسيطة... والتسامح بيننا... ولو سلطنا الضوء خلف أسوار تلك البيوت الفارهة منها والفقيرة لوجدنا الكثير من الأمثلة الحية... فنجد الزوج يزمجر ويغضب لأتفه الأسباب ولو أبدى ملاحظاته ورغباته في حدود الأدب في الكلام لكان أجدى وأنفع... والأم لو تعاملت مع أبنائها البالغين بأرقى أساليب العتاب والكلام مع أخطائهم وزلاتهم لتلافت انحرافهم ولجوءهم للغير في حل مشكلاتهم وتفريغ همومهم... والأخ الغارق في ملهيات الحياة وملذاتها والانحراف نراه يدخل ليحاكم أخته لذنب اقترفته أخت أحد أصدقائه فأراد تطبيق العنترية عليها بكل عشوائية وهمجية متناسياً نفسه وما هو غارق فيه وحقيقة نفسه تاركاً للسانه العنان في التفنن بأقسى وأسوأ كلام والذي قد يندم عليه في يوم صحوته... @ أجل فما يحدث في العالم اليوم هو نتيجة التباعد الحاصل بين الإنسان ونفسه. - والجفاف العاطفي - الذي حوّل الناس إلى أرقام في تحديد أرصدتهم ... في الوقت الحالي نرى بعض الناس فقدوا الحس الإنساني في فن التعامل فأصبح التفاهم مفقوداً... لماذا لا تكون هناك أساليب للحديث البناء والتعاون ويتركون النزاعات والفرقة وتضيع الفرص من أيدينا... أكرر يا آباء وأمهات المستقبل إننا بحاجة إلى التفكير بعمق في بناء مستقبل الجيل القادم...!