بعد مضي خمسين عاماً على سيل مداد قلمه الشعري الأول، وبعد أن اعتقد الكثير أنه أصبح في طي النسيان رغم تعملقه في سماء الشعر الشعبي بل وتربعه عليه لسنوات طويلة ! بعد تلك الرحلة الطويلة مع الشعر المغنى الذي تغنى به أبرز الفنانين الشعبيين، وافق الشاعر الشعبي الكبير محمد بن سعد الجنوبي على أن يدخل في قلوب مرتادي (مجلس شعراء هجر للأدب الشعبي بمدينة المبرز) لصاحبه ابراهيم الحداد الدفء رغم برودة طقس تلك الليلة، وذلك حينما نثر كمٍاً غزيراً من أبياته الشعرية الجديد منها والقديم في الأمسية الشعرية الأولى في تاريخه الشعري، وكان ذلك الدفء لف الحضور وذلك العشق نابع من تلك الأحرف العذبة والبسيطة التي تنجذب لها القلوب قبل الأسماع، وسبح الشاعر (أبو سعد) كعادته بشعره في مجالات عدة نال منها الغزل النصيب الأكبر، وألقى قصائد استهلها ونزولاً عند رغبة الحضور بقصيدة.. خلاص من حبكم يا زين عزلنا ما عاد لي في هواكم شف أو راده اللي شبكنا معك يا حلو يخلصنا يكفيني اللي حصل ماستحمل زياده ٭٭٭ بعدها فضل الشاعر الجنوبي أن يقدم مجموعة من قصائده الجديدة التي لم يسبق لها وأن نشرت ومنها قصيدة يا شبه القمر.. ياحياتي العين طاولها السهر وان بغيت النوم عيّت لا تنام غبت عني ليه يا شبه القمر الجفى يا منيتي منك حرام غيبتك ساعه عن عيني شهر لا سهرت الليل مثلي ما يلام حتى قال: ما بقى لي قلب يتحمل صبر ذاب قلبي من صدودك والغرام اسألك وارجوك رد لي النظر شفني من فرقاك عايش في ظلام صدك وهجرك جعلني في خطر هذا علمي وانت سالم والسلام ٭٭٭ ومن القصائد الجديدة كذلك قصيدة «أنا الغلطان».. عسا ماشر الى مريت صديت وش اللي غيرك يانور عيني لون حبك بقاصي القلب كنيت ولزوم انساك مع طول السنيني انا الغلطان يومي لك تعنيت حسبتك مثل لول مشتريني هذا ونا بري عليك مخطيت أطّاوع هرج بعض الناس فيني ياما وياما علي امرار زليت ومتحمل وصابر يا ظنيني مسامحك بالذي معاي سويت وكل قاسي بأمر الله يليني ٭٭٭ بعدها ألقى قصيدة «يالله يالمطلوب».. يالله يالمطلوب يخير معبود يا واحد امرك بنون وكافي اسألك بالتورات وعم معه هود وبجاه من صلى ابيتك وطافي ترد لي المحبوب ياوالي الجود ترجعه عندي سليم معافى عليه حالي يابس كنه العود كني مريض له سنه ما تشافى مدري تعرض له من الناس مقرود وشوش بعقله ما بينا نتصافى ٭٭٭ ومن القصائد الجديدة كذلك قصيدة «ودي أبيع البيت».. ودي أبيع البيت يا ناس وشيل من حارةٍ ما شفت منها مسره ما دمني منها قليل المحاصيل احسن لي ارحل قبل اشوف المضره مادامت أن جاري على جاره ابخيل خله أبداره وتقى الله شرّه ٭٭٭ كما ألقى قصائد عديدة (قالوا تزوج، الفريق الشمالي، مشروع الري، انا البارحة ما حسيت..)، بعدها قدمت قصائد بعض القصائد من مجموعة من الشعراء ومنهم الشاعر بدر ضاوي وعلي العساف وسعد الثنيان وعبدالله الزعبي وآخرين. وفي ختام الأمسية التي أدارها الشاعر راشد القناص سلم راعي المجلس ابراهيم الحداد هدية للشاعر محمد الجنوبي عبارة عن لوحة تحكي حياته الشاعر الجنوبي وتضم كذلك قصيدة الجنوبي الخالدة (خلاص من حبكم يازين عزلنا)، وقد عبر الشاعر الجنوبي عن سعادته الغامرة بهذا التكريم الذي اعتبره دعماً معنوياً كبيراً له بعد هذا العمر الطويل في مجال الشعر الشعبي.