تواصل القصف الإسرائيلي المدفعي على شمال قطاع غزة محدثا انفجارات قوية هزت أرجاء المنطقة، في الوقت الذي هددت (إسرائيل) بقصف غزة بطن من المتفجرات مقابل كل صاروخ يطلق من الاراضي الفلسطينية. واطلقت المدفعية الاسرائيلية المتمركزة على الحدود الشمالية للقطاع صباح أمس العديد من القذائف المدفعية تجاه منازل المواطنين في المنطقة مما أدى إلى بث حالة من الخوف والهلع في صفوف المواطنين الآمنين. وهرعت سيارات الإسعاف والدفاع المدني إلى المكان الا انه لم يبلغ عن وقوع إصابات. وكانت المدفعية الاحتلالية اطلقت الليلة قبل الماضية أكثر من 15قذيفة مدفعيّة باتجاه عدة مناطق شمال القطاع. وافادت مصادر أمنية وشهود عيان أن دبّابات الاحتلال المتمركزة على الشريط الحدودي شمال القطاع أمطرت بلدات بيت حانون وجباليا و بيت لاهيا في محافظة الشمال بقذائف المدفعيّة الثقيلة والتي سقطت على مقربة من مواقع الأمن الوطني الفلسطيني. وتأتي هذه الهجمات العدوانية على شمال القطاع بعد أن أطلقت حكومة الاحتلال عملية ما تسمّى ب «السماء الزرقاء» التي تنوي من خلالها إعادة احتلال شمال قطاع غزة بما تُقدر مساحته ب16 كم مربّع في خطّة من ثلاث مراحل تهدف من خلالها إخلاء المواطنين المدنيين من المنطقة، وتحويل المنطقة إلى منطقة حزام أمني. الى ذلك أعلنت كتائب شهداء الأقصي التابعة لحركة «فتح» مسؤوليتها عن إطلاق صاروخ باتجاه مستعمرة «سديروت» المحاذية لحدود قطاع غزة، كما تبنت الكتائب عملية إطلاق صاروخين باتجاه مستعمرة كفار عزة شرق مدينة غزة. وذكرت الكتائب في بيان لها ان عناصر الكتائب من «مجموعات الشهيد حسين عبيات» تمكنوا من إطلاق صاروخين من طراز «اقصى» باتجاه مستوطنة كفار عزة شرق مدينة غزة وذلك مساء الجمعة وذلك رداً على جرائم الاحتلال الصهيوني المستمرة، كما تمكن عناصرها من إطلاق صاروخ مطور باتجاه مستوطنة سديروت والواقعة في الاراضي المحتلة عام 1948م، وذلك رداً على جرائم الاحتلال الصهيوني. كما أطلقت كتائب الشهيد احمد أبو الريش صاروخين من نوع صمود 3 محلي الصنع باتجاه كيبوتس نوران الواقع شرق مدينة خانيونس جنوب القطاع داخل الخط الأخضر. وقالت في بيان لها «إن هذا القصف يأتي ردا على العدوان الإسرائيلي على شمال قطاع غزة مؤكدة استمرارها في المقاومة والجهاد حتى زوال الاحتلال عن الاراضي الفلسطينية. في غضون ذلك أعرب رئيس بلدية سديروت الاسرائيلية في منطقة النقب الغربي إيلي مويال عن غضبه إزاء قيام الجيش برد قاس على الصواريخ التي أطلقها فلسطينيون على مدينة عسقلان . وذكرت صحيفة «يديعوت أحرونوت» الاسرائيلية نقلا عن مويال إنه أعرب عن غضبه بعد قرار الحكومة الاسرائيلية الرد على ما سماه بالارهاب فقط عندما أصبحت مدينة عسقلان على الساحل الجنوبي هدفا لصواريخ القسام مضيفا أن «على الجيش الاسرائيلي أن يمسح بيت حانون عن وجه الارض». ودان مويال قرار الحكومة الاسرائيلية إقامة منطقة أمنية عازلة بشمال قطاع غزة لمنع إطلاق الصواريخ قائلا «إنها خطوة غير مؤثرة على كل المستويات». ونقلت الصحيفة عن سكان بلدة سديروت أنهم احتجوا كثيرا على عدم قيام قوات الاحتلال الاسرائيلية بالرد بالشكل المطلوب على عشرات الصواريخ التي يطلقها المسلحون الفلسطينيون من شمال قطاع غزة على البلدة بينما سقط عدد من الصواريخ على عسقلان قامت الدنيا ولم تقعد وتقرر انشاء منطكقة عازلة . واضاف مويال «أنا لا أستطيع أن أفهم ولن أقبل الفرضيات التي تشير بأن دم أبناء عسقلان أكثر احمرارا من دم سكان سديروت... إن الارهاب هو الارهاب وهدفه هو المساس بالناس أينما وجدوا». وكشف مصدر عسكري كبير في جيش الاحتلال أن هناك قرارا في قيادة الجيش يقضي بأن ترد (إسرائيل) على قصف صواريخ «قسام» بألف ضعف، فمقابل كل صاروخ يطلق باتجاه دولة الاحتلال سترد بطن من المتفجرات على غزة. وجاء هذا التصريح في اطار سلسلة التهديدات والتحذيرات التي تطلقها اسرائيل ضد الفلسطينيين، ولم يخف هذا المسؤول النية أن هدف العدوان الاسرائيلي الأخير على قطاع غزة هو مضايقة السكان الفلسطينيين حتى يضغطوا على الاجنحة العسكرية لكي توقف عمليات القصف، وقال انه يلاحظ بداية تأثير هذه الحملة، إذ ان المواطنين يتذمرون بشكل علني من قصف الصواريخ ويقولون انها لا تحدث اضرارا جدية، ونتجيتها الوحيدة هي اثارة غضب الاسرائيليين ودفعهم الى الرد بقسوة على الفلسطينيين. يذكر ان اسرائيل تشن منذ أيام عدوانا عسكريا كبيرا على القطاع في اطار العقوبات الجماعية وذلك بدعوى الرد على اطلاق صواريخ «قسام» على البلدات. على صعيد آخر، وفي اطار موجة الفلتان الامني التي تجتاح الشارع الفلسطيني اقتحمت مجموعة من كتائب شهداء الأقصى الجناح العسكري لحركة فتح في منطقة محافظة الوسطى وسط القطاع صباح أمس مكاتب تابعة للسلطة الفلسطينية. وبررت المجموعة الاقتحام بعدم استجابة السلطة الفلسطينية للكتب والمراسلات الموجهة من قبل عبد الله الافرنجي مسؤول مكتب التعبئة والتنظيم لحركة فتح بتفريغ وتوظيف النشطاء في الحركة. والمكاتب التي جرى اقتحامها هي: مكتب وزارة الداخلية والأمن الوطني, مكتب البريد والاتصالات، مكتب وزارة الاقتصاد ،ومكتب وزارة الشباب والرياضة في مدينة دير البلح. وأكدت المجموعة التي نفذت الاقتحام أنها لن تخلي المكاتب إلا بعد أن تستجيب السلطة الوطنية لمطالبهم.