تتحسب (إسرائيل) لامكان تصاعد نفوذ حركة المقاومة الاسلامية (حماس) داخل السلطة الفلسطينية اثر الانتخابات التشريعية الفلسطينية المقررة في كانون الثاني - يناير، وقالت الاذاعة العامة الاسرائيلية أمس ان تطورا مماثلا من شأنه اعادة النظر في خارطة الطريق التي تشكل اخر تسوية دولية للنزاع الاسرائيلي الفلسطيني وتلحظ اقامة دولة فلسطينية، وخصوصا ان (حماس) تدعو علنا إلى تدمير (إسرائيل) ومواصلة الكفاح المسلح. واضافت ان استشارات تهدف إلى تحديد موقف (إسرائيل) حيال هذه القضية يتوقع ان تبدأ اليوم، على ان يتولاها دوف فيسغلاس المستشار الرئيسي لرئيس الوزراء ارييل شارون ويشارك فيها ممثلون لوزارتي الحرب والخارجية وجهاز الامن الداخلي (شين بيت). وكان خالد مشعل رئيس المكتب السياسي لحماس اكد الجمعة في دمشق ان حركته ستخوض الانتخابات التشريعية الفلسطينية لكي تجمع بين «السياسة ومقاومة الاحتلال». واضاف «سنقوم بخوض الانتخابات لمنع الفساد وبناء منظمة التحرير الفلسطينية وعودة اللاجئين الفلسطينين إلى ديارهم حتى تحرير الاراضي الفلسطينية المحتلة وسنجمع السياسة والفكر ومقاومة الاحتلال». وكان مشعل يتحدث في مخيم اليرموك للاجئين الفلسطينيين (جنوبدمشق) في الذكرى الثامنة عشرة لتأسيس الحركة. ودعا البيت الابيض اخيرا إلى «نزع سلاح» (حماس) مشددا على ضرورة الا تسمح لها السلطة الفلسطينية باي دور سياسي ما دام ناشطوها يحملون السلاح ويحاربون اسرائيل. كما حذا الاتحاد الأوروبي حذو واشنطن ولوح بوقف الدعم المالي للسلطة الفلسطينية. وتوقع أهارون فركش رئيس شعبة الاستخبارات العسكرية الاسرائيلية في تصريحات نشرت أمس أن تفوز حركة المقاومة الاسلامية (حماس) ب 35 في المئة من مقاعد المجلس التشريعي الفلسطيني المقبل مشيرا إلى أن حكم الرئيس محمود عباس لن يدوم طويلا. وقال فركش في تصريحات لصحيفة «يديعوت أحرونوت » الاسرائيلية إنه يصدق تصريحات عباس بشأن التعايش السلمي مع الاسرائيليين «ولكن المسألة هي ماذا يفعل هو (عباس) في هذا الصدد». وأضاف فركش: «لقد باع عباس مستقبله ومستقبل السلطة الفلسطينية لحماس واليوم الذي اتفق فيه معهم على عدم جمع السلاح كان اليوم الذي حدد فيه مصيره السياسي». وتوقع فركش أن تحصل حركة (حماس) على 35 في المئة كحد أدنى في الانتخابات التشريعية الفلسطينية المقبلة قائلا «هناك من يقول إنها قد تصل إلى 50 في المئة». وأشار المسؤول الاسرائيلي إلى أن «هذا يعني أن (حماس) تتحول إلى مؤسسة وتنضبط من جهة. ولكنها ذات أجندة غير مريحة لاسرائيل بالمرة... هم (حماس) قد يتبنون الطرق الايرلندية: أن يكونوا في الحكم .. في الوقت الذي يكون لديهم فيه ذراع إرهابية» - على حد تعبيره -. وأكد فركش أن مروان البرغوثي أمين سر حركة فتح في الضفة الغربية المعتقل حاليا لدى إسرائيل يتبنى «توجهات (الرئيس الفلسطيني الراحل ياسر) عرفات» قائلا «البرغوثي أدين بخمس قضايا وإذا تم إطلاق سراحه فسيعزز (هذا) من شأن أنصار (الارهاب) ويضعف عباس». وأضاف : «لكن إذا واصل عباس بنفس الاسلوب والطريق كما هو الحال الآن..فإن الانتخابات (الفلسطينية) في 25 كانون الثاني (يناير) ستكون بمثابة مراسم دفن لحركة فتح». من جانب آخر تم تعزيز الامن داخل الخط الأخضر وخصوصا في القدسالمحتلة خوفا من وقوع عمليات فلسطينية بمناسبة احتفالات رأس السنة التي تتزامن مع (عيد الانوار) اليهودي هذه السنة. وتحدث التلفزيون والاذاعة عن حوالي خمسين انذارا حول هجمات يستعد فلسطينيون لشنها، بينها عشرة تبين انها صحيحة. وعززت الشرطة عمليات المراقبة على كل الطرق المؤدية إلى القدس وعلى طول الخط الفاصل مع الضفة الغربية. وكان وزير الحرب الاسرائيلي شاوول موفاز اعلن اخيرا ان الجيش سيمدد حتى 3 كانون الثاني - يناير على الأقل اغلاق الطرق المؤدية إلى الضفة الغربية وقطاع غزة، وذلك حتى انتهاء (عيد الانوار) اليهودي. وفرض الاغلاق التام مساء 5 كانون الاول - ديسمبر بعد العملية الانتحارية في نتانيا التي اسفرت عن مقتل خمسة اشخاص.