الأستاذ عبدالله علي الخشرمي رئيس المركز العربي للثقافة والإعلام حاصل على درجة الماجستير في ادارة الأعمال اضافة للعديد من الدورات والدبلومات في اللغة والصحافة وهو عضو مشارك في عدد من الأندية والمنظمات الثقافية والأدبية داخل المملكة وخارجها وناشر ورئيس تحرير عدد من المجلات العربية المعروفة التي تصدر عن دار النشر التابعة له وهو كذلك احد الشعراء في المملكة وله العديد من المؤلفات والإصدارات الأدبية المختلفة والعديد من الإسهامات والمشاركات في المجال الثقافي والاجتماعي. وقد كان (لثقافة اليوم) هذا الحوار معه: - من استراتيجيات المركز المزاوجة بين الثقافة والإعلام هل حدثتنا عن خطة المركز حيال تفعيل دوره ليشمل جميع الأصعدة الثقافية؟ الاستراتيجية الثقافية تريد بصراحة ان تخرج الثقافة العربية من قوقعة النظري الى الكائن الحي ان تتحول الثقافة الى كائن حي يمضي على قدمين في شارع الهم العربي واقصد ان الثقافة عانت طوال فترتها من مأزق اختطافها من قبل الأدباء بحيث اصبح الثقافي مقترنا بالأدبي وهذا من ضمن الأخطاء التي تختلف ترجمتها حتى في الغرب ان الثقافة غير الأدب نحن هنا نخلط بين قضية المركز العربي انه يبحث بصدق في احياء مفهوم الثقافة العربية ككائن حي بعيدا عن قولبتها في اطار ادبي وهذا النحت الأدبي جعل الكثير من الأندية وكثيرا من المراكز الثقافية الأدبية تعاني من مصادرة ذاكرة المجتمع للثقافي والأدبي معا لان الثقافة في تصور المركز شيء عظيم والأدب شيء عظيم لكن ليس بالضرورة يتقاطعون لكنهم لا يتطابقون ابدا الثقافة كما قلت موجودة لدى المهندس لدى الطبيب قد يكون مثقفا وليس بالضرورة حكرا على القاص او الشاعر او كاتب الرواية. فهذه من المآزق التي نحاول في المركز العربي تحرير عقلية او ذهنية العمل داخل المركز وكذلك نحاول ان نحرر ذهنية المتلقي من معنى كلمة ثقافة ان تكون مرادفة للأدب. - ما دور الأعضاء في المركز العربي للثقافة والإعلام؟ اعضاء المركز العربي هم خليط متجانس وفي نفس الوقت متباعد في تخصصاته بحيث انه ليس بالضرورة ان كل من ينتمي للمركز العربي للثقافة والإعلام هم فقط الأدباء والإعلاميون المثقف نراهن عليه رهانا كبيرا بحيث ان المثقف في اي دائرة او عمل هو احد اعمدة الحياة في المركز العربي ثانيا الأعضاء وهذا من ضمن التوجه المفصلي للمركز العربي للثقافة والإعلام الأعضاء ليسوا بالضرورة هم رموز الثقافة والفكر والأدب في العالم العربي لقد تعبنا كثيرا من نموذج الرائد او نموذج الرمز ولقد اثقلنا الثقافة وتاريخنا الثقافي بعبء الأبوية من رموز الثقافة وآباء الأدب والإبداع وآن لنا الآن في هذا المركز ان نعتبر الأب الحقيقي والرائد الحقيقي هو صاحب الدور الفعال الذي لا نفرق بالعمر بين شاب او رجل في الستين او السبعين مع احترامنا للمنجز التاريخي لأي رائد منتم للمركز العربي وهناك رواد فعلا كما يوصفون لكنهم وافقوا مع الكثير من المنتمين للمركز بان يقلب الهرم ان يتحرر رموز الثقافة والإبداع العربي من القضية (البرجوية) كما اسميها وهي التحرر من البرج العاجي الذي كان يفصل بين رموز الثقافة والأدب في العالم العربي وبين الشارع العربي فأصبح الرهان الحقيقي الآن على الدماء الشابة التي يحتاج اليها المركز العربي للثقافة والإعلام اكثر من احتياجهم لنا لأنهم هم المادة الحية المادة المفصلية الحركية في داخل المركز الذي يضيء العمل الثقافي والإعلام العربي ويكسبه حيوية مطلقة لان المركز اسس ليس من اجل رموز الفكر والثقافة والإعلام العربي وإنما اسس من اجل خدمة اهداف وتطلعات هذا الجيل المكتسح بوعيه وهمومه ومتطلباته الكبيرة هذا الشباب العربي من الماء الى الماء. - ماذا عن طبيعة هوية اعضاء المركز؟ ميزة المركز ان هويته من جميع البلاد العربية ومن مختلف المغتربين العرب في انحاء العالم وهذا ما سهل علينا ان نكسر كثيرا من الحواجز البروقراطية والحدود التي نعتبرها مصطنعة ويظل الحلم العربي من خلال الثقافة اقرب للتحقق لأننا هوية واحدة ودم واحد ومعظمنا دين واحد وبالتالي نحن نجسد من خلال المركز العربي قيمة الهوية العربية الحلم التي لم تتحقق على الواقع واعتبرنا ان الثقافة هي جدارنا الأخير وزاوجنا بين الثقافي والإعلامي لأننا مؤمنون بأنه لن تتحقق رسالة الثقافة العامة الثقافة الحية ومن ضمنها الإبداع والأدب ولكن ليس كل الثقافة فالثقافة اشياء كثيرة كما اوضحت من قبل ان تتحقق عبر جسر اعلامي واع ومؤمن برسالة المركز ثقافيا وبالتالي فان الهوية بصفة عامة هي تعزيز وتكريس لفكرة العروبة في اجمل تجلياتها. - ماذا عن البنية التنظيمية والإدارية للمركز؟ شرفت حقيقة باني انتخبت رئيسا للمركز العربي للثقافة والإعلام وهناك اساتذة افاضل علما ودورا يتشرف المركز بأنهم اعضاء في المجلس الخاص بالمركز العربي امثال الدكتور صلاح فضل والدكتور محمد برادة والدكتور عز الدين اسماعيل وسعدنا جدا بانضمام الدكتور نور الدين حشاد وهو نائب الأمين العام للجامعة العربية ايضا يشكل بطموحه دورا اساسيا في تعزيز قيمة المركز تنظيميا وإداريا وينتمي للمركز الآن قرابة 146 عضوا من اهم الدماء الواعية والشابة والخبيرة التي تمثل اعضاء المركز. - هل يوجد هناك فروع للمركز العربي وأين مقر المركز الرئيسي؟ هناك فروع منتشرة للمركز العربي في انحاء الدول العربية امثال القاهرة وبيروت وجدة والمنطقة الشرقية والمنامة والمغرب والعديد من بلدان العالم مثال في كاليفورنيا والآن هناك احد الأعضاء المتحمسين من زملائنا بالمركز على وشك افتتاح مقر للمركز باليابان في مدينة كوبي وهي من اهم المدن الرئيسية باليابان التي احتضنت تحولات التجارة والعلاقة مع العالم العربي ونريد ان ننشط علاقتنا مع اليابان ونحن نحاول الآن في فرنسا طبعا الدكتور محمد برادة في فرنسا يمثل واجهة مشرفة لنا في تفعيل دور المركز هناك اما بالنسبة للمقر الرئيسي فهو الآن بالقاهرة وهناك موافقة نهائية بخطاب رسمي من الأمين العام للجامعة العربية الأستاذ عمرو موسى على اعتماد نائبه الدكتور نور الدين حشاد ان يكون عضوا اساسيا في المركز وبالتالي دخلت الجامعة العربية كجهة رئيسية داعمة لهذا المشروع العربي الكبير. - هل ساهمت الدول العربية بالمشروع وماذا عن الجامعة العربية؟ اولا سياسة المركز انه ثقافي اعلامي لا يتعاطى السياسة سياسته انه بلا سياسة لا ينتمي للسياسة على الإطلاق ثانيا ليس هناك دولة عربية يقع هذا المركز تحت مظلتها فهو مركز له استقلاليته ومنتم لمنظمات في مقدمتها الجامعة العربية وله علاقات الآن مع اليونسكو ويرحب ان يتواصل مع كل المنظمات والجمعيات ذات الطابع المدني الحيادي والموضوعي اما الجامعة العربية سعدت حقيقة بالتقائي الأستاذ عمرو موسى امين عام الجامعة العربية وسعدت جدا بموقفه الإيجابي من المركز العربي للثقافة والإعلام وبتعيينه نائبه المباشر الدكتور نور الدين حشاد عضوا اساسيا وشرفيا بالمركز وبالمناسبة اعطيك دورا على دور الجامعة العربية الآن نحن نعمل على اقامة اول ملتقى عربي للحوار مع الآخر في مجال الثقافة والإعلام وسيكون مقر الملتقى في الجامعة العربية سينظمه المركز مع الجامعة العربية وهذه احدى الثمار الأساسية التي نعمل فيها مع الجامعة العربية سوية لتحقيق رسالة عظيمة وهي احداث نقلة نوعية في تعاطي الجامعة العربية مع مؤسسات المجتمع المدني واعتقد هذا انجاز يسجل لمعالي الأستاذ عمرو موسى ونائبه الدكتور نور الدين حشاد في ان الجامعة العربية انتقلت لتأسس منهجا جديدا على مستوى الشعوب العربية وهذا انجاز يسجل للجامعة العربية قبل ان يسجل للمركز العربي للثقافة والإعلام. - هل سيقيم المركز قريبا لقاء ثقافيا وماذا عن مجال النشر؟ هناك ملتقى للمركز العربي سيكون ان شاء الله في ابريل 2006 بالمنامة وحقيقة يعتبر الملتقى الأول للمعلوماتية في خدمة الثقافة والإعلام العربي نموذجا على الاهتمام بالثقافة واهتمام الإعلام كجسر للثقافة وخدمة لها ويوجد الآن تنسيق مبدئي لهذا الملتقى على ان تتولى استضافته المنامة بترحيب وزارة الإعلام البحريني ممثلة في شخصية الوكيل المساعد للوزارة للشؤون الثقافية والتراث الوطني الشيخة مي الخليفة ومعروف عنها دورها احد الأنشطة في الجانب الثقافي وهناك بالمستقبل خطط لتعزيز اول بادرة عربية لم تقم بها اي جهة من قبل وهي تسيير اول قاطرة ثقافية ابداعية فنية بالعالم العربي تحت مسمى الأيام الثقافية العربية تنتقل هذه القاطرة من بلد الى بلد لتحيي الأيام الثقافية العربية من قطر الى قطر بحيث ان يكون نخبة من الشباب والمبدعين ورموز الثقافة العربية والفنية والتشكيلية والفلكورية تذهب الى قطر عربي وتمتزج مع المماثلين لهم من ذلك القطر ليحيوا اياما جميلة ثقافية عربية وهذا يجسد التلاحم الثقافي والإبداعي العربي. - ماذا عن تجربة مجلة النص الجديد لو تحدثنا قليلا عن هذا المشروع؟ الحقيقة يعتبر اجمل مشروع ثقافي او ادبي على مستوى العقود الماضية الذي استطاع ان يؤسس لمنبر ادبي وإبداعي تشكل بفعل جهود كتاب النص الجديد في المملكة العربية السعودية والفكرة تماما كبقية الأفكار الأخرى طرحت من قبلي على نخبة من المثقفين والمبدعين من المملكة العربية السعودية واستطاع هؤلاء النخبة ان يؤسسوا لهذه المجلة التي لا يذكر منبر تنويري انطلق في بداية التسعينات او يشكل الذاكرة الإبداعية بالمملكة العربية السعودية المفعمة بالتجديد الا وتذكر النص الجديد في مقدمة هذه الأعمال وبالتالي استطاعت هذه المجلة في فترة ان تقدم النص المتجاوز بكل ما تعنيه الكلمة من تجاوز ايجابي وجميل وإبداعي حتى استنفذت رسالتها اصبحت الآن بعض الصحف السعودية تنشر بمستوى ما كان ينشر في النص الجديد ولم يكن متاحا نشره وعندما تحققت الرسالة للنص الجديد بدأ الآن ربما التفكير جديا في اعادة صياغة النص الجديد كمجلة فكرية ومجلة تعنى بقضايا المجتمع الفكري والمدني والاجتماعي اتصور انه لو تحقق هذا المطلب اعيد صياغة المجلة من خلال هذا التوجه سيكون ايضا انجازا يضاف لتاريخ المجلة كما سجلت في بداية صدورها اهم منجز للنشر الثقافي والإبداعي في تاريخ المملكة.