يبدو أن زلزال تسونامي في جنوب شرق آسيا قد ضرب مواقع الانترنت العالمية، فقد شهدت هذه المواقع أكبر حملة إعلانات لجمع التبرعات لضحايا الزلزال في تاريخ الشبكة العالمية، انطلقت بعد أقل من 24ساعة من وقوع الزلزال، نظراً لفاعلية خطط الطوارئ التي تنظمها هيئات الإغاثة العالمية، واتقانها لطرق جميع الأبواب الممكنة وتطويع كافة التقنيات لصالح دعم حملاتها خلال فترة زمنية قصيرة جداً. وكنت قد رصدت هذه الحملات في تقرير لصفحة الانترنت في صحيفة "الرياض"، حيث عبرت معظم المواقع عن تفاعل كبير من قبل مستخدمي الانترنت مع منظمات الإغاثة، ليس فقط بسبب حجم الكارثة وفداحتها، وإنما أيضاً نتيجة كثافة أشرطة الإعلانات على المواقع التي أجبرت المستخدمين على التفاعل مع هذا الحدث. فقد ذكر موقع منظمة رويترز للأعمال الخيرية بأن واحدة فقط من منظمات الإغاثة وتدعى methodistrelief، جمعت ما يقارب النصف مليون دولار تبرعات عن طريق الانترنت. في زحمة هذه التحركات السريعة على المواقع العالمية، نلاحظ أن المواقع العربية قد عزلت نفسها تماماً عن المشاركة في هذه الحملات، وهو أمر محبط حقاً وله دلالات كثيرة. فبالاضافة إلى انه دليل على انعزال هذه المواقع عن المشاركة والتفاعل مع الأحداث العالمية، وعزل المستخدم العربي عنها أيضاً. فهي أيضاً تدل على عدم قدرة هذه المواقع على حسن استغلال وتطويع أدواتها التقنية، وعدم استيعابها بأن مثل هذه المشاركة والتفاعل يمكنه أن ينعكس ايجاباً عليها وعلى شعوبها - سواء كان على الجانب المادي أو الإنساني -. فما قيمة شريط إعلاني لو وضع - تبرعاً - على واجهة موقع عربي يدعو إلى مساعدة شعب ما تضرر بسبب كارثة حلت به؟ أم أن حفلات نانسي عجرم "الغراء" أو تفاهة ستار أكاديمي أهم وأولى ان تتصدر واجهات مواقعنا؟ علينا القيام بالكثير لترتيب أولوياتنا حتى نخرج من دوامة التخلف والبعد عن الواقع لنصل إلى مرحلة نفرض فيها احترامنا على الآخرين. شكر: لكل الجهات الإسلامية والعربية التي تفاعلت مع زلزال تسونامي، من خلال إطلاق خدمات التبرع عبر مواقعها، وفي مقدمتها موقع islamicaid.org.uk في بريطانيا. وكذلك موقع flipcord.com في دبي. كذلك وجب شكر القناة السعودية على حملة التبرع لضحايا الزلزال ليوم الخميس.