تُعاقِب وبشدّة قوانين بعض الدول الغربية من يقوم بتعليم الغير قيادة السيارات دون أن يكون مرخصاً لمثل هذا النوع من التدريب إذ يتطلب ذلك التعليم إتقان مهارات وفنون القيادة والسبب أنهم يخشون أن يقوم المُدرب فيما لو كان غير اختصاصي في تعليم القيادة بتوريث المتدرب أسوأ عاداته مما يؤدي الى تناسل الأخطاء فيصعب حينذاك علاجها أو تعديلها ولدينا هنا (كل من ايدو إلو) كما يُقال إذ الكل يعتقد بنفسه ألاستطاعة على تعليم مهارات وفنون قيادة السيارات وهنا تكمن المشكلة .أذكر أننا في الماضي كنّا نتعلّم القيادة في الصحراء خارج المدن إذ نخرج في سيارة واحدة ونضع مجموعة من الحجارة تُحدد مساراً للسير بينها فيقوم المتدرب بالتحكم في (الدركسيون) ليعبر بين تلك الاحجار دون أن يمسها بالكفرات وبهذا يعطيه المدرب الفلتة ال(O.K) ومن ثم يهرع الى إدارة المرور التي بدورها تُخضعه لاختبار قيادة من قبل (المهندس) وهو لقب ليس له علاقة بالهندسة المدنية أو هندسة المرور أو حتى الميكانيكا ولكنه لقب انتزعه بعنوةٍ ناعمة من السائقين تحت التدريب أولئك الذين يشبعون غروره بمعسول الكلام أو بإرضائه بمشوار يوصله حتى باب منزله فيؤشر (الباشمهندس) بعلامة ناجح وهو مايعني الحصول على رخصة قيادة نظامية مدة صلاحيتها خمس سنوات يقوم خلالها السائق بممارسة كل أنواع المخالفات جهلاً أو استهتاراً ..! وبعد تلك الحقبة تم فرض مدارس تعليم القيادة الأهلية التي منحها المرور امتياز التدريب فازداد مؤشر وقوع الحوادث لضعف تأهيل السائقين بسبب التركيز على المعارف النظرية التي ليس لها علاقة بما يدور في الشارع و بسبب فوضى انتهاك قانون المرور مع غياب شبه تام للضابط النظامي فتزايدت تبعاً لتلك العناصر والمسببات نسبة القتلى والمصابين نتيجة حوادث السيارات وأصبحت الشوارع والطرقات مسرحاً لحرب تدور رحاها بين السائقين سلاحها المركبات على مختلف أشكالها وأحجامها. مناسبة هذا السرد هو اطلاعي على التحقيق الذي نشرته الجريدة يوم الاحد 18ديسمبر 2005م بعنوان (الطرقات تتحول الى ميادين لتعليم المراهقين فن القيادة) كتبه الزميل علي المدخلي من جازان وقد أحزنني قول أحدهم للمحرر (إن تعلم الصغار للقيادة اصبح ضرورة حيث أصبحت متطلبات المنزل كثيرة جداً وبصفة يومية فضلاً عن ذهاب الأولاد للمدرسة وعودتهم منها وهذه أشياء تعرقل رب الأسرة عن قضاء أعماله الخاصّة ..الخ) اليس هذا مُحزنا أن يصل الأمر بأب يرى ضرورة تمكين فلذات كبده أطفاله الصغار من قيادة السيارات وهم لايدركون خطورة مايمارسونه من فعل يحتاج الى نضج عقلي ووجداني يضبط ردود الأفعال ويوجّه ماهيّة القرارات التي يتطلبها أيّ موقف يطرأ أثناء التشارك في منفعة استخدام الطرق؟. تعليم قيادة السيارات تخصص كأي مهارة أخرى تحتاج الى إتقان التدريب وقيادة صغار السن خطأ جسيم لايمكن قبوله من أيّ طرف له علاقة فاجعلوا همّكم عدم تمكينهم من قتل أنفسهم بالاقناع أولاً وبالمنع الصارم فالحياة ليست لعبة ياعالم . aalkeaid @alriyadh.com