قبل أسابيع خضع تسعة لاعبين أجانب من جنسيات مختلفة من البرازيل والسنغال وغانا ومصر خضعوا للتجربة الفنية تحت إشراف مدرب فريق النصر (ديمترويف)، وعادوا من حيث أتوا دون أن يوقع النصر مع أحدهم لدعم صفوفه في مسابقة كأس دوري خادم الحرمين الشريفين رغم حاجته الماسة لذلك وكان لقضية البرازيلي (كاريوكا) الشائكة التي انتهت بدفع النصر للغرامة المفروضة من الاتحاد الدولي لكرة القدم.. لكن (فيفا) عاقب النصر باستمرار حرمانه من الأجانب عقاباً على تأخره في منح اللاعب البرازيلي حقوقه. وخلال اليومين الماضيين شرعت إدارة النصر من جديد في تجربة عدد من اللاعبين الأجانب رغم إعلان أمين عام اتحاد الكرة محمد الطويل استمرار حرمان النصر التعاقد مع أي لاعب أجنبي وتأكيده تلقي اتحاد الكرة خطاباً من الاتحاد الدولي يفيد بذلك. وبين تحركات النصراويين وتصريحات الأمين العام غابت المعلومة المؤكدة وأصبحت جماهير النصر تعيش في حيرة من أمرها. كما أن المنافسين لا يملكون إصدار أحكام وتوقعات لمستقبل منافسهم الأكثر حاجة للدعم بالعنصر الأجنبي. أمين عام اتحاد الكرة لم يوضح مدة حرمان النصر التعاقد مع الأجانب ولا حيثيات قرار (فيفا) واكتفى بإعلان الخبر الذي قابله النصراويون بتحركات مكثفة لجلب لاعبين من أمريكا الجنوبية والسنغال سيكلفون الكثير دون أن يكون لديهم الثقة بقبول أوراق لاعبين أجانب لدعم فريقهم. والتساؤل الذي يطرح نفسه الآن: ما الذي يهدف له النصراويون من هذه التحركات؟! وهل تلقوا وعوداً من أصحاب قرار بحل مشكلتهم هذه؟ أم أن الهدف الرئيسي لا يتجاوز تهدئة الجماهير الغاضبة؟! قضية (كاريوكا) والنصر يجب أن تكون بداية لدراسة متكاملة حول معاملة اللاعب الأجنبي في الأندية السعودية، وهو ما سيجرنا إلى تعاطي اتحاد الكرة مع شكاوى اللاعب السعودي المحترف حين لا يأخذ مستحقاته في وقتها فلو كان (الاتحاد السعودي) حازماً في تطبيق أنظمة الاحتراف ومعاقبة الأندية المقصرة في معاملة لاعبيها لما تفاجأ النصر بقرار (الاتحاد الدولي)، ولجنة الاحتراف بالاتحاد السعودي يقع على عاتقها مسؤولية حماية الأندية من الوقوع في مطبات كالتي وقع فيها (النصر) والذي يرى مسؤولوه انهم لم يجدوا من يدعمهم في هذه القضية. (كاريوكا) قضية خطيرة آثارها السلبية ليست على النصر فقط بل على سمعة الكرة السعودية التي يهمنا جميعاً الحفاظ عليها، وإذا ما استمرت أوضاع الأندية على ما هي عليه من أزمات مادية وسط التزامات كبيرة وظلت لجنة الاحتراف بعيدة عن الواقع المرير الذي تعيشه فستتكرر قضية (كاريوكا) وفي أكثر من ناد، وسيزداد وضع اللاعب المحترف السعودي سوءاً والأندية صعوبة في وقت يحصل فيه الأجانب بذكائهم، وإدراكهم لأنظمة (فيفا) على الأموال التي يريدون. النصر يعيش أوضاعاً سيئة للغاية ورغم المستوى الفني الجيد الذي به الأسبوع الماضي أمام الاتحاد إلا أن أحواله تنذر بنكسة قريبة. ولا أدل من الأسابيع الخمسة التي اكملها لاعب الوسط بدر الحقباني بعد نهاية عقده دون أن تتم المبادرة إلى تجديده رغم الحاجة الماسة لخدماته في هذا الوقت الحساس فأيهما أجدى أن تجدد عقد لاعبك ب (005 ألف ريال) أم تفضل خوض التجارب الفنية مع لاعبين أجانب سيكلفونه الكثير مع الدخول في متاهات قرار الاتحاد الدولي بحرمان النصر التعاقد معهم وهو ما أعلن صراحة أمين عام اتحاد الكرة؟!