بينما تقترب التهدئة من نهايتها بانتهاء العام الجاري، ارتكبت قوات الاحتلال فجر امس جريمة اغتيال بشعة راح ضحيتها ثلاثة من كوادر المقاومة الفلسطينية خلال عملية عسكرية واسعة النطاق في نابلس، فيما تواصلت حملات الدهم والاعتقال في الضفة وطالت 15 مواطنا على الاقل. وذكرت مصادر مطلعة في نابلس ل «الرياض» ان عشرات الاليات الاسرائيلية توغلت في نابلس منذ ساعات الفجر، وفرضت حصارا مشددا على منطقة جنيد والمخفية غرب المدينة، مستهدفة بناية سكنية قيد الانشاء مملوكة لعائلة عوكل، حيث كان يتحصن ثلاثة من المقاتلين الفلسطينين من حركة (فتح) و(الجبهة الشعبية). وأقدمت هذه القوات على اقتحام عدد كبير من المنازل والبنايات المرتفعة وحولت سطوحها، الى نقاط مراقبة واحتجزت قاطنيها في غرف صغيرة، فيما قامت بعمليات قصف وحشية بالصواريخ والقذائف ونيران الرشاشات الثقيلة لبناية عوكل، ما تسبب في الحاق اضرار جسيمة بالبناية، فيما رد المقاتلون باطلاق الرصاص على القوات الغازية. وقد عثر في ساعات الصباح على ثلاث جثث داخل والى جانب المبنى، تعود لكل من بشار عبد اللطيف عارف حنني (28 عاما) من بيت فوريك قائد كتائب الشهيد أبو علي مصطفى، الجناح العسكري للجبهة الشعبية، وأحمد عبد الرؤوف مصطفى خالد الجيوسي (22 عاما) من سكان بلدة جيوس شمال شرقي قلقيلية، وأنس أحمد محمود الشيخ (22 عاما) من بلدة سنيريا جنوب شرقي قليقيلية وينتميان الى كتائب شهداء الاقصى، الجناح العسكري لحركة (فتح). ويعتبر حنني من المطاردين البارزين لقوات الاحتلال منذ خمس سنوات، كما قامت قوات الاحتلال بهدم منزله قبل عام خلال محاولة فاشلة لاعتقاله. وتتهمه سلطات الاحتلال بالوقوف وراء العديد من العمليات الفدائية وقتل عدد من الاسرائيليين. وقد منعت قوات الاحتلال سيارات الاسعاف والاطفاء الفلسطينية من الوصول الى البناية لانقاذ الجرحى واخماد النيران التي اندلعت بداخلها، حتى ساعات الصباح. وقد واصلت قوات الاحتلال حصارها للمنطقة حتى ما بعد الظهر. وخرج الاف المواطنين ظهر امس في تشييع الشهداء الثلاثة، يتقدمهم عشرات المقاتلين الذين اطلقوا الرصاص بكثافة في الهواء، على بعد مئات الامتار فقط من الموقع الذي تتواجد فيه قوات الاحتلال. وتوعد المقاتلون برد مزلزل على هذه الجريمة وغيرها «ولتذهب التهدئة الى الجحيم». الى ذلك واصلت قوات الاحتلال حملات الدهم والاعتقال في عدة مناطق من الضفة الغربية. ففي منطقة بني زيد الغربية شمال غربي رام الله، شنت قوات الاحتلال حملات دهم واسعة لمنازل المواطنين في قريتي بيت ريما ودير غسانة اعتقلت خلالها سبعة شبان. والمعتقلون هم «مؤمن نظام طه، عمر محمد سعيد عوض، محمد نابت الخطيب، رشاد سعد الاسمر، غسان عباس رحيمي، واحمد توفيق الشعيبي، ومحد شريف الشعيبي، وجميعهم محسوبون على حماس وفتح والجبهة الشعبية. وفي محافظة طولكرم، دهمت قوات الاحتلال فجر امس بلدتي علار وقفين شمالا ودهمت العديد من المنازل اعتقلت خلالها كلا من: إياد معروف طقاطقة، سلام مفيد ضيف الله شرار، منتصر نواف عطا إبلان، وياسر فتحي طعمة. وزعمت انهم محسوبون على الجهاد الاسلامي. وفي محافظة بيت لحم، اعتقلت قوات الاحتلال شابين بزعم انتمائهم لحركة حماس. وعرف منهما: إسماعيل أحمد حسن سعد من قرية ارطاس. كما توغلت فجر امس في مدينة قلقيلية وشنت حملة دهم في حي كفر سابا غربا دون ان يبلغ عن اعتقالات. وفي محافظة الخليل، شنت قوات الاحتلال ، فجر امس، حملات دهم من المدينة وبلدة الظاهرية اعتقلت خلالها الشابين سمير محمد سليمان الجبارين وإسماعيل محمد تيسير بدر. الى ذلك، اطلقت قوات الاحتلال الليلة قبل الماضية سراح خمسة فتية من بلدة دير استيا شمال سلفيت بعد اعتقالهم من بيوتهم لعدة ساعات حيث تم خلالها الاعتداء عليهم بالضرب المبرح بزعم قيامهم برشق سيارات الاحتلال والمستعمرين بالحجارة. على صعيد آخر، اعلنت سرايا القدس الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي مسؤوليتها عن الهجوم الذي استهدف حاجز الطور بمنطقة جبل جرزيم جنوب نابلس. وقالت السرايا في بيان لها «ان سرية الشهيد نعمان طحاينة شنت هجوما مسلحا على حاجز الطور المقام على قمة جبل جرزيم حيث اشتبكت مع قوات الاحتلال المتواجدة على الحاجز وأمطروهم بنيران أسلحتهم الرشاشة. وقالت ان هذه العملية تأتي في إطار مسلسل الرد على جرائم العدو والتي كان آخرها (امس الاربعاء) اغتيال المجاهد زايد أبو جلبوش قائد كتائب القسام في مدينة جنين وتوعدت بتصعيد عملياتها خلال الأيام القادمة.