وسط تكهنات واسعة تشغل الشارع المصري بشأن ملامح التشكيل الوزاري الجديد، عقد الرئيس المصري حسني مبارك أمس سلسلة من اللقاءات مع رئيس الوزراء المصري الدكتور أحمد نظيف وعدد من الوزراء في حكومته. وفيما لم تصدر أية تصريحات أو معلومات حول هذه اللقاءات التي شملت وزيري الدفاع محمد حسين طنطاوي والخارجية أحمد أبو الغيط، توقعت مصادر مطلعة أنها تأتي في اطار التشاور حول التشكيل الوزاري المحتمل اعلانه خلال الأيام المقبلة، والذي تأجل، على مايبدو الى ما بعد اجازة عيد الأضحى المبارك، حيث كلف الرئيس مبارك الدكتور أحمد نظيف رئيس مجلس الوزراء الحالي باستمرار الحكومة في اداء عملها حتى الانتهاء من التشكيلة الجديدة. وتوقعت المصادر أن تأتي التغييرات الوزارية محدودة، والا يزيد حجم التغيير عن عشرة وزراء فقط من بين 34 وزيرا، وتنحصر التوقعات، وفقا لما أشارت اليه صحيفة «الجمهورية» في عددها الصادر أمس في الوزراء كبار السن وعدد من الوزراء الذين لاتمكنهم حالتهم الصحية من الاستمرار أو الوزراء الذين أحاطت بهم حوادث كانت تستلزم استبدالهم مثل وزير الداخلية الذي وجهت اليه انتقادات حادة بسبب تعامل قوات الأمن مع بعض التظاهرات المطالبة بالاصلاح، وتحميله جانبا كبيرا من المسؤولية عن أحداث الارهاب التي شهدتها طابا والقاهرة وشرم الشيخ، ووزير الثقافة فاروق حسني الذي سبق أن تقدم باستقالته بعد الحريق الضخم في قصر ثقافة بني سويف، والذي أودى بحياة 46 فنانا وناقدا، الا أن مبارك كلفه بالاستمرار في اداء مهام عمله مؤقتاً. أما بالنسبة للقاء مبارك وزير الدفاع، فرجحت المصادر أنه يتعلق بحركة المحافظين القادمة، وليس بالتغيير الوزاري، حيث يجري غالبا تعيين عدد من قادة الجيوش وقياداته الكبيرة كمحافظين، وهو مايستلزم اختيارهم وطرح بدائل لهم. ورغم أنه لا تغيير وزاريا يجري في مصر دون انشغال الشارع به، وظهور التكهنات والشائعات حوله، الا أن الأمر يبدو مختلفا هذه المرة، فهناك اقتناع ببقاء الهيكل الأساسي للحكومة، وفي مقدمته أحمد نظيف رئيس الوزراء نفسه، اضافة الى بقاء مجموعة الوزراء الشباب المنتمين للجنة السياسات، والذين جاءوا مع الدكتور نظيف، لكن من الواضح أن لجنة السياسات بقيت بعيدة هذه المرة، خاصة بعد الخلافات التي شهدتها الانتخابات البرلمانية الأخيرة بين مجموعة السياسات التي تمثل التيار الاصلاحي في الحزب ومجموعة القيادات التقليدية التي يقودها كمال الشاذلي وصفوت الشريف، والتي يطلق عليها الحرس القديم، والتي كان لها الدور الأبرز في تشكيل ملامح الكتلة البرلمانية للحزب الوطني الحاكم في الانتخابات.