هناك نساء لا ينصفهن الحظ في اختيار الزوج المناسب فتنتهي حياتهن بالطلاق أو قد يسعدن ولكن تنتهي حياتهن الزوجية بالترمل، وفي كلتا الحالتين نجد نساء لا يكتفين بهذه التجربة بل هن على استعداد لخوض التجربة مرة واثنتين وثلاثاً لأنهن لا يستطعن الاستغناء عن الرجل بأي حال من الأحوال ولا ضير في ذلك، بيد أن زواج المرأة المتكرر وإن أقره الشرع على اعتبار أنه حلال، إلا أنه لا يحظى بترحاب أو قبول اجتماعي كبير . فالمرأة التي لا تكتفي بتجربة زواج واحدة هي امرأة «مزواج» في نظر الناس «والمزواج» صفة فيها من الإدانة أكثر مما فيها من التسامح والتقبل والتفهم. فكيف يرى الناس رجالا ونساء المرأة المزواج ؟ أيلتمسون لها العذر ويتفهمون ظروفها ودوافعها التي جعلتها تنتقل من تجربة إلى أخرى ؟ «الرياض» استطلعت آراء بعض النساء والرجال وخرجنا بهذه النتيجة: تقدير المجتمع. «المجتمع يحترم ويقدر المرأة التي تكتفي بتجربة زواج واحدة سواء أكانت انتهت بالطلاق أو بوفاة الزوج» بهذه البداية تحدثت سمية خالد معلمة رياض أطفال وقالت إن المرأة التي تكرر تجربة الزواج عدة مرات تكون بحاجة إلى من يحتويها ولكنها في بعض الأحيان وخاصة إذا كان لديها أبناء تنسى أو تتناسى أنهم بحاجة لها أكثر من حاجتها لرجل لأن الأبناء سيكونون الضحية وسيؤثر ذلك على نفسياتهم عندما يرون والدتهم تضحي بهم في كل مرة تبحث فيها عن زوج. طبيب نفسي. تقول تركية الخميس موظفة ..المرأة التي تفكر بنفسها لا تعود تأبه بنظرة أو كلام الناس عنها، فنجدها تدخل في سلسلة من التجارب الزوجية بحثا عن زوج كامل الأوصاف .وهي بهذه الطريقة لا تعرف أنها بحاجة لطبيب نفسي أكثر من حاجتها إلى زوج . منظور سلبي. تهاني عبدالله طالبة جامعية تعلق على الموضوع بقولها «المجتمع ينظر للمرأة على أنها أقل من الرجل في الحقوق لذا فإنه يعاملها في مسألة تعدد زيجاتها من منظور سلبي ويكيل عليها كل التهم وأنها هي السبب في إخفاق الزيجات التي مرت بها غير مراعين كيف كانت تعيش أو ما هي ظروف الانفصال لذلك أطالب بعدم النظر إلى المرأة المزواج بسلبية وعدم تقبل لأن الوضع خارج عن السيطرة والتحكم» . وأضافت قد أكون أنا أو أنت في هذا الموقف فلذلك يجب الرفق بهذه المرأة التي قد لا يبتسم لها الحظ ولا ينصفها المجتمع. عزة البكري طالبة جامعية تختلف مع تهاني وتقول المرأة المزواج في المجتمع الشرقي لا تحظى بقبول . وحتى أننا نرى بعض المتزوجات لا يصادقنها ولا يجلسن معها فتراهن يتحاشين الجلوس مع الأرملة أو المطلقة فما بالك بالمرأة المزواج وذلك لخوفهن من أن تخطف أزواجهن. وتشير إلى أنه لا بأس من أن تكون تلك المرأة لا تنجب لأنها تتحمل اثمها لوحدها ولكن لو كانت امرأة ولوداً ولديها أطفال من كل زوج فالمسألة معقدة وستذنب في حق أبنائها قبل نفسها. من حقوقها. أما رويدا عبد اللطيف معلمة فلها وجهة نظر تقول فيها إن من حق المرأة أن تفكر في الزواج بعد تجربة الطلاق أو موت الزوج خاصة إذا خافت على نفسها الفتنة وهي مازالت في سن صغيرة. وتضيف رويدا ولكن إذا فشلت في المرة الثانية والثالثة فإنني لا أؤيد تكرر الزواج لأنها ستصبح مثار تعليقات الناس وكلامهم، لذلك انصح المرأة التي خاضت هذه التجارب بأن توجه اهتمامها بأشياء أخرى غير الزواج مثل العمل وتطوير الذات وتربية الأولاد بحيث لا تجعل من الرجل محوراً ترتكز عليه . مصالحة مع الذات. زينة الخالدي تحدثت عن الموضوع بعقلانية فقالت :أنا لا أنكر على المرأة كثرة الزيجات ولكن يجب عليها أن تهتم باختيار الزوج المناسب حتى تستمر العلاقة الزوجية وتستقر في حياتها . وتضيف عليها أن تعقد مصالحة مع ذاتها حتى تستطيع الاستمرار في مواجهة الحياة القاسية ونظرة المجتمع الذي لا يرحم المرأة مهما كانت على حق ولا يعني ذلك أن ننكر عليها الزواج عدة مرات ولكن قد تكون حاجتها لإشباع عواطفها وإحساسها بأنها مازالت مرغوبة هو السبب في ذلك . وهناك نوع من النساء لا يستطعن العيش بدون رجل متخذات المثل القائل ظل رجل ولا ظل حائط نبراسهن في الحياة. والبعض الآخر منهن لا يستطعن تحمل المسؤولية الملقاة على عاتقهن لوحدهن فتقول أتزوج لأجد لي سنداً يساعدني في تحمل المسؤولية. لذلك على المجتمع الا ينظر إلى هذه الأصناف من النساء على أنهن شاذات عن العادة والمألوف. ثلاث مرات. أم أنس ربة منزل تقول: أنا سيدة تزوجت ثلاث مرات ولا أخجل من ذلك لأن هذه سنة الحياة . فأهلي زوجوني في سن صغيرة من رجل يكبرني بعشرين عاماً ولكننا لم نتفق فحدث الانفصال ثم تزوجت من رجل متزوج فلم اتفق مع زوجته الأولى فطلبت الطلاق . وأنا حالياً متزوجة للمرة الثالثة من رجل أرمل ولديه أربعة أبناء واختارني لأني لا أنجب ويريدني مربية لأبنائه. وقد قبلت ذلك لأن المجتمع لا يرحم. رأي الرجل وقد استطلعنا آراء بعض الرجال عن المرأة المزواج فكانت كالآتي: أنا أرفض. «أنا أرفض الاقتران بامرأة مزواج» بهذه البداية الساخنة تحدث عمر الشامخ وأكد أنه من الناس الذين يفضلون الاستقرار في الحياة الزوجية والمرأة المزواج ليست من النساء اللاتي يتحملن مسؤولية زوج وبيت وأبناء . ففي أول صدام بينها وزوجها تتركه وتبحث عن البديل غير مراعية لما خلفها من مسئوليات. جرأة فهد اليتيم طالب جامعي قسم علم نفس يحلل شخصية المرأة المزواج بقوله: لجوء بعض النساء إلى الزواج المتكرر إنما يدل على إحساسهن بالنقص والضعف الذي لا يكتمل إلا بوجود رجل في حياتهن . ويضيف على الرغم من ضعفهن إلا إنهن يتمتعن بجرأة وقدرة على التعبير الصريح عن رغباتهن، إلا أن هناك نساء أخريات برغم حاجتهن للزواج في حال الترمل أو الطلاق إلا أنهن يمتنعن عن تكرار التجربة بدافع الحياء والحفاظ على العادات والتقاليد. تشويه صورة الأم. يعتقد محمد اليعقوبي موظف أن زواج الأب المتكرر لا يؤثر في الأبناء بقدر ما يؤثر زواج الأم .فالأم تكون قريبة من أبنائها أكثر من الأب . «فزواجها قد يشوه صورتها وقد يدفعهم إلى الهروب من البيت، كما يجعلهم عرضة للانحراف أكثر من غيرهم». أما عادل عبد الخالق فيقول هناك نساء يبحثن عن الشهرة والتباهي بأنها مازالت مرغوباً فيها من خلال كثرة زيجاتها. وهي تقتدي بذلك بالفنانات والراقصات غير مراعية أنها تعيش في مجتمع شرقي محافظ لا يقبل بأن يرتبط الرجل بالمرأة المزواج ألا في حالات نادرة ونادرة جدا.