نسعد كثيراً عندما يطرق مسامعنا خبر يتحدث عن انجاز مشروع ما أو تدشين أو وضع حجر أساس أو غير ذلك مما يتحقق لبلادنا العزيزة من نجاحات متواصلة ولله الحمد. ولا أبالغ إذا قلت إن ذلك أصبح امراً عادياً ومألوفاً بالنسبة لنا في المملكة العربية السعودية وخصوصاً في محافظة البكيرية فما من يوم يمر إلا ونسعد بمشاهدة ذلك أو سماعه وعلى مستوى الوطن كله. وعندما يتفضل صاحب السمو الملكي الأمير فيصل بن بندر بن عبدالعزيز أمير منطقة القصيم وبحضور معالي وزير التربية والتعليم الدكتور عبدالله بن صالح العبيد هذا اليوم بوضع حجر أساس مشروع المجمع التعليمي بمحافظة البكيرية والذي تبرع به مشكوراً ابن الوطن البار الشيخ - صالح عبدالعزيز الراجحي فإن ذلك يأتي استمراراً وتأكيداً على حقيقة لاتقبل النقاش إلا وهي الاهتمام الكبير والرعاية الدائمة التي يجدها العلم وطلابه من لدن قيادتنا الرشيدة وعلى رأسها خادم الحرمين الشريفين وسمو ولي عهده الأمين، كما أن ذلك يأتي تواصلاً للرعاية والوفاء اللذين تجدهما محافظة البكيرية من محبوبها الأمير فيصل بن بندر فهو - يحفظه الله - حريص كل الحرص على متابعة كل صغير وكبير ودعم كل ما من شأنه النهوض بمنطقة القصيم. ولا شك ان هذا المجمع التعليمي الذي تبرع به الشيخ الراجحي ما هو إلا عمل جليل واسهام عظيم في عمل الخير والعطاء المتواصل لرجل قدم لوطنه الكثير ولعل ما قدمه من خلال هذا العام التطوعي الخيري يبرز كوجه آخر مشرق للعمل الإنساني في بلادنا الغالية التي بنيت في اطار من الأخلاق والسلوكيات الحميدة التي تحمل في طياتها كل معاني الحب والتقدير والوفاء فكم من جميل ان يتواصل التعبير عن قيمة هذه المبادرة الخيرية الوجيهة في مقصدها الرفيعة في مستواها المتعدي نفعها للآخرين فكم من كرب فرجت وكم من مطالب تحققت وكم من نفوس اطمأنت وكم من عسر تحول إلى يسر وكم من عقبات ذللت بسبب ما يضعه الله في نفوس بعض عباده من الايمان الصادق والانفاق المتواصل والعطاء المتجدد في وجوه الخير وصنائع المعروف عملاً بقول الله عز وجل: {وافعلوا الخير لعلكم تفلحون}. ومصداقاً لحديث النبي صلى الله عليه وسلم «من سن في الإسلام سنة حسنة فله اجرها واجر من عمل بها من بعده». فتلك والله علامة الإيمان فاذا خالط الإيمان بشاشة القلوب اصبح الإنسان لا يعيش لنفسه فحسب بل يعيش لنفسه ودينه ومجتمعه وأمته ويتمنى ايصال النفع للنفس. فجاء هذا الدعم وهذا التبرع السخي من الشيخ الراجحي ليبرهن على عقليته الراشدة وذهنه المشرق وقلبه المنعم بالخير وعطفه المتواصل وسمو مشاعره وبذله الصادق فاضحى من عشاق الخير والمعروف والعطاء ومن الغيورين على المصالح العامة وخدمة الدين والوطن وما كان لتكريم أهالي محافظة البكيريةللشيخ صالح الراجحي قبل أسبوعين إلا دليل بالعرفان لما قام ويقوم به للمحافظة وأهل هذه المحافظة. * مجموعة التداوي الطبية