سلم وزير الاتصالات اللبناني مروان حمادة كتاباً إلى وزير العدل شارل في جلسة مجلس الوزراء، يطلب بموجبه من النيابة العامة التمييزية التحقق من معلومات حول قيام لواء الحرس الجمهوري بأعمال تنصت مخالفة للقانون. وقد رد القصر الجمهوري نافياً ذلك، ودعا إلى التحقيق، في المقابل، في معلومات قال بيان رئاسة الجمهورية إن الوزير حمادة قد استقدم معدات من إحدى الدول التي يرتبط بعلاقات «خاصة ومميزة» معها للتنصت على الهاتف الخليوي وتحديد موقع صاحبه حتى ولو كان هاتفه مغلقاً. ورد الوزير حمادة على رد الرئاسة اللبنانية مؤكداً أن وزارة الاتصالات بقيت شاهد زور لسنوات على ما كانت تقترفه في قطاع الاتصالات عقول وأيادي وآذان الشر في بعبدا من التنصت إلى قراءة التقارير وإبلاغها إلى سلطة الوصاية السورية. لكنه لفت إلى أن وزارته مصممة الآن على دفع التحقيق حتى النهاية في قضية الأجهزة النرويجية وغير النرويجية غير المرخصة لها التي أدخلت إلى لبنان لغايات تنصتية أو حتى إجرامية. ولاحظ أن إعلام الرئاسة ربط بين الاخبار الذي تقدم به وبين جريمة اغتيال تويني، الأمر الذي لم يلحظه الاخبار، معتبراً ذلك على سبيل «من تحت ابطه مسلة». وقال إن الوزارة ستطلب من النيابة العامة التمييزية السير في التحقيق مع دوائر القصر، وهي تضع نفسها في تصرف القضاء ليتثبت ممن كان ويستمر في خرق حرمات الناس والتنصت عليهم خلافاً للقانون والدستور وبشتى الوسائل غير الشرعية. وأعرب الوزير حمادة في تصريح له أمس عن ارتياحه لإصدار وزير الداخلية حسن السبع قراراً يتعلّق بتشكيل جهاز خاص مكلف بعملية اعتراض المخابرات الهاتفية وتساءل ماذا يوجد في الغرفتين «اف 12» و«اف 13» في القصر الجمهوري، ولماذا استدعي النقيب طوني قهوجي إلى التحقيق أمام لجنة التحقيق الدولية. ويتألف الجهاز الخاص من العقيد حسان عرابي من قبل وزارة الداخلية، والمقدم ساسين مرعب من قبل وزارة الدفاع ، والخبير المهندس عصام مهنا من قبل وزارة الاتصالات. وعلى صعيد التحقيق في اغتيال تويني، فقد كشفت مصادر عن تقدم مهم في سير المعلومات الموجودة في حوزتها، وأبلغت صحيفة «السفير» اللبنانية أن لديها جملة معطيات أولى منها شهود عيان عن أن سيارة من نوع «ب. ام. ف» كانت تتجول في حركة مريبة في مسرح الجريمة ثم اختفت عن الأنظار، ملمحة إلى أن المواصفات المعطاة عن صاحب الرسم التشبيهي تطابق سائق السيارة المذكورة بنسبة كبيرة مما يعني أنه أحد الشركاء والمتدخلين الذين ساهموا في تنفيذ الخطة المرسومة. وفي هذا السياق قالت صحيفة «النهار» إن الجناة تربصوا بموكب الشهيد قبل ساعتين على الأقل من حصول التفجير، وأن سيارة يعتقد أنها من نوع «ب. ام. ف» شوهدت تتوقف قبل نحو ساعتين في مكان الانفجار، وفيها شخص يرجح أن يكون قد انتظر سيارة أخرى هي السيارة المفخخة بحيث حجز لها المكان، وما أن وصلت حتى غادر سائق السيارة الثانية في السيارة الأولى.