يتناقل أجدادنا وآباؤنا - وربما قاله أبناء جيلنا- مثلاً شعبياً عميقاً في معناه وهو: الغليبة شينه لو هو بالكعابه» ونحن أبناء هذا الجيل تلقينا «غليبه» وهزيمة مرة المذاق في الرياضة السعودية بدأت في ألمانيا ثم كأس آسيا وأخيراً يوم الجمعة الماضي عندما خرجنا من بطولة خليجي «71» وهي هزيمة ونكسة رياضية وشعبية .. هذا الخروج أصبح متوارثاً .. فالخروج من التصفيات الأوليية والأدوارالتمهيدية لا مبرر له في نقص الموارد المالية أو الموارد البشرية أو الارادة الرسمية والشعبية في الفوز والانتصار. آباؤنا يشعرون بالحزن عندما يهزمون في لعبة الكعابه..داخل الحارات والأزقة الضيقة فكيف تأتي هزيمتنا متلفزة وأمام مشهد عالمنا العربي.. قد يقول البعض لماذا هذا الحشد والحماس في هذا الموقف وهي ألعاب رياضية قابلة للكسب والخسارة وهذا صحيح لو كنا منافسين أقوياء إنما الهزيمة بدم بارد فهذه كارثة فالأمر ليس لعباً وخسارة ولكنه ملف لابد أن يكون مفتوحاً على طاولة البحث والنقاش ومن حق المجتمع أن يكون شريكاً في هذا الحوار: الأجهزة التخطيطية والأجهزة التنفيذية، والأجهزة الرقابية والصحافة والاعلام وادارات الأندية، وحتى رجل الشارع وأؤكد رجل الشارع الذي نصفه بالجمهور لأنه ليس من المنطق أن يدفع الجمهور دمه وأعصابه نتيجة الخسائر ويتم عزله عن مناقشة أمر يعنيه.. قضية الرياضة ليست قضية معزولة أما لماذا فلأنها تتعلق بطموح شعب ووطن وتتعلق بتراكم الإحباطات، تتعلق بالمواطنة، وتتعلق بضخ الدولة أموالها في هذا المجال ولا حصاد الا الحصرم.. وتتعلق بالأخطاء الفنية والادارية، وتتعلق بقضية الاصلاح اصلاح أجهزة الدولة.. وأيضاً ليس من المعقول والعدالة «المحاسبية» أن يفتح ملف الاقتصاد، والتعليم العام والعالي والفني، والتجارة، والنقل، والاتصال والصحة والبلديات ويبقى ملف رعاية الشباب مسكوتاً عنه ولا يوضع على طاولة النقاش، نحن نعيش زمن الشفافية والإصلاح فلا اتهام لأحد ولا تعريض بأحد، بل هي ملفات ادارية لابد أن تبقى مفتوحة أمام أجهزة الدولة الرقابية وتكون قابلة للاصلاح والتطوير، رعاية الشباب ليس جهازاً محصناً من أن يكون ملفاً قابلاً للحوار والتدقيق لأن الأمر مرتبط مباشرة بجيل من الشباب يتلقى الإحباط والهزائم وهذه انعكاسات سيئة على المواطنة والانتماء والولاء .. هذا الجيل لا يمرر الهزيمة لمنتخب بلاده ويبقى صامتاً في حين الدول المجاورة تعيش الاحتفالات والأهازيج تتناقلها وكالات الاعلام العربية والعالمية ونحن نقضم همنا وحزننا.. وبالمقابل نطالب بأن نكون مخلصين لمنتخبنا ومناصرين له وهو يتلقى أقسى أنواع الهزيمة.. فالقضية ليست محصورة في رعاية الشباب بل الأمر في دائرة أوسع حيث تضم جيلا من الشباب الرياضي مطالباً بالمواطنة والحماس الوطني وفي الرأي الآخرعليه أن يصبح معزولاً عن قرار رياضي أو أن لا يكون له رأي في رياضة بلاده ..إذن لا بد من فتح ملف رعاية الشباب كقضية عامة وشعبية ولا مجال للمزايدة على الوطن..