صعدت قوات الاحتلال الاسرائيلي من حربها المستمرة ضد قياديي الانتفاضة ونشطائها في قطاع غزة، حيث شنت عدة غارات جوية على مناطق سكنية استهدفت احد قياديي لجان المقاومة الشعبية وقصفت جمعية خيرية ما ادى الى اصابة عدد من المواطنين الفلسطينيين بجراح مختلفة. ففي ساعة مبكرة من فجر أمس (الخميس) قصفت طائرات (الأباتشي) الحربية منزل المتحدث باسم لجان المقاومة الشعبية عامر قرموط «ابو الصاعد» في بلدة بيت لاهيا شمال القطاع الا انه لم يكن في المنزل لحظة وقوع القصف، وأدى القصف إلى اشتعال النار بالمنزل واصابة ثلاثة مواطنين بجراح. وقال قرموط أثناء قيامه بتفقد آثار الدمار التي لحقت بمنزله «هذا القصف قصف همجي صهيوني هذا المجرم شارون هو الذي يحاول ان يدب الرعب بين أطفالنا ونساءنا وشيوخنا ومخيمنا»، واضاف «شارون يريد ان يفرض معادلة الضعف والخوف والوهن علينا ولكن أنا له ذلك فنحن صامدون بإذن الله ولن نستكين ولن نهن ولن نحزن وسنظل نقاوم هذا الاحتلال حتى آخر قطرة دم منا بإذن الله». كما اطلقت طائرات الاحتلال صاروخين على الأقل باتجاه جمعية الإحسان الخيرية في حي الشابورة بمدينة رفح جنوب القطاع ما ألحق اضرار جسيمة بالمقر وعدد من المنازل السكنية المجاورة الا انه لم يبلغ عن وقوع اصابات. وقصفت طائرات الإف 16 الحربية صباح أمس بعدة صواريخ مدينة بيت حانون شمالي القطاع، وتركز القصف في المنطقة القريبة من المدرسة الزراعية ما أدى إلى إصابة المواطن سامي شعبان جرادة -26 عاماً- بكسر في ساقه اليمنى وهو أحد أفراد الأمن الوطني الفلسطيني وتم نقله إلى مستشفى العودة في منطقة تل الزعتر لتلقي العلاج. وأحدث القصف اضرارا فادحة في مبنى المدرسة وتصدعت بعض جدرانها وتكسرت نوافذها. وأطلقت الطائرات الحربية صاروخاً آخر على الشارع الثالث في المدينة ما أحدث ثغرة كبيرة فيه، وقصفت بصاروخ ثانٍ المنطقة الخالية المقابلة لمستشفى بلسم المستشفى العسكري شمال بيت لاهيا ولم تسفر عن أية إصابات. وأطلقت المدفعية الثقيلة التابعة لجيش الاحتلال فجر أمس أربع قذائف شمال القطاع وسقطت في أرض زراعية تعود ملكيتها للمواطنين في بلدة بيت حانون دون وقوع إصابات في صفوف المواطنين. وكانت طائرات الاحتلال قد اطلقت مساء الاربعاء صاروخا باتجاه سيارة مدنية كان يستقلها القيادي في حركة الجهاد الاسلامي خضر حبيب ما ادى الى اصابته بجروح طفيفة واصابة ثلاثة مواطنين آخرين بجراح مختلفة. وأفاد شهود عيان ان طائرة اسرائيلية أطلقت صاروخ جو ارض باتجاه خضر حبيب لدى نزوله من سيارته وهي من نوع (مرسيدس) بيضاء اللون في شارع النزار شرق حي الشجاعية شرق مدينة غزة الا ان الصاروخ اصاب مؤخرة السيارة لكنه لم ينفجر . من جانبها أكدت حركة الجهاد الإسلامي ان قوات الاحتلال الصهيوني ارتكبت جريمة كبيرة باستهدافها قيادياً سياسياً في الحركة وعضو لجنة المتابعة للقوى الوطنية والإسلامية في فلسطين. وقال الدكتور محمد الهندي القيادي البارز في حركة الجهاد في «ان حركته تنظر بخطورة شديدة لاستهداف قيادي سياسي وعضو لجنة متابعة من قبل الطائرات الصهيونية». واعتبر «ان من حق حركة الجهاد الاسلامي وكافة القوى الحية الرد على جرائم الاحتلال بالطريقة والمناسبة» مطالبا من وصفها «ببعض الاصوات التي دانت عمليات للمقاومة جاءت ردا على الخروقات الصهيونية ان تخرج اليوم لتدين هذه الجرائم التي تستهدف المقاومين والقيادات الفلسطينية». واعتبر الهندي «ان هذه الاستنكارات لعمليات فصائل المقاومة التي صدرت من هؤلاء شجعت (اسرائيل) في التمادي واستمرار عدوانها عبر المبررات الواهية التي تحدثوا بها في حينه»، وقال «ان حركته تتصدى للاحتلال وجرائمه في الضفة الغربية وقطاع غزة موضحا ان الهدف الاول للحركة هو طرد الاحتلال». وقال «انه من المخجل التوجه لصناديق الاقتراع وشعبنا يطارد ويقتل وتشيع جماهير شعبنا بشكل يومي جثامين الشهداء»، مشيرا الى ان حركته لن تشارك في الدورة الرابعة من الانتخابات البلدية بسبب المطاردة والملاحقة لكوادرها واعتقال المئات من عناصرها في الضفة الغربية. كما دعت كتائب الشهيد أحمد أبو الريش الجناح العسكري لحركة (فتح) جميع الفصائل الفلسطينية بالرد القاسي على جرائم الاحتلال، ودعت الفصائل إلى إعلان حالة التأهب القصوى وأخذ أقصى درجات الحيطة والحذر، مبينة أن هذه الهجمات الإسرائيلية إنما هي تأكيد على شرعية سلاح المقاومة الفلسطينية . وقالت «أن الرد سيكون قاسيا جدا وسنضرب الاحتلال ضربات موجعة طالما أتيحت لنا الظروف». وأضافت: «في الوقت الذي احترمنا به الموقف السياسي والتزمنا بالتهدئة التي كان شرطها الأساسي أن تكون متبادلة يطل علينا الاحتلال بسياسته القديمة الجديدة والتي أعلن وما زال يعلن أنه لن يوقف سياسة الاغتيال التي تستهدف رموز المقاومة الفلسطينية في كل مكان». في غضون ذلك أعلنت كتائب شهداء الأقصى التابعة لحركة (فتح) عن قصفها لمستعمرة «كيبوتس ميقن» شرق بلدة خزاعة في خانيونس جنوب القطاع وذلك ردا علي اغتيال (اسرائيل) لأربعة نشطاء فلسطينيين من لجان المقاومة الشعبية عصر الاربعاء شرق مدينة غزة، وتوعدت الكتائب (اسرائيل) برد عنيف ومزلزل على ما وصفته بالجريمة الصهيونية البشعة باغتيالها لأربعة نشطاء فلسطينيين، مؤكدة على أن المقاومة والجهاد ضد العدو الصهيوني هي رسالة الشعب الفلسطيني فبنادقنا ستكون وستبقي حمماً تنهال على بني صهيون وردنا لن يكون إلا في عمق أراضينا المحتلة. وتابعت الكتائب في بيان لها تلقت «الرياض» نسخة منه، «نوجه رسالتنا لأبو مازن ولكل من ينادي بتجديد التهدئة فلتذهبوا للجحيم، فلن نجدد التهدئة ولن نهين وردنا سيكون مزلزلاً، وعلى شارون وزمرته ان يجهزوا الأكفان السوداء، فإستشهاديونا قادمون». كما أعلنت كتائب الشهيد أبو على مصطفى الجناح العسكري للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين مسئوليتها عن إطلاق صاروخين باتجاه المواقع الإسرائيلية شرق مطار عرفات الدولي شرق رفح داخل عمق الأراضي الفلسطينيةالمحتلة عام 48. وقالت «أن عملية القصف تأتي في إطار الردود الأولية على عمليات الاغتيال البشعة التي تنفذها قوات الاحتلال بحق الكوادر الفلسطينية والمقاومين والتي كان آخرها اغتيال أربعة من القادة الميدانيين في ألوية الناصر صلاح الدين»، وتعهدت بمواصلة المقاومة ودحر الاحتلال عن كل الأراضي الفلسطينية والرد على كل الجرائم والانتهاكات التي ترتكبها قوات الاحتلال. على صعيد آخر أكدت ألوية الناصر صلاح الدين الجناح العسكري للجان المقاومة الشعبية وكتائب شهداء الأقصى التابعة لحركة (فتح) في بيان مشترك لهما رفضهما تجديد التهدئة في ضوء استمرار العدوان الإسرائيلي، وشددتا على قدرتهما الوصول إلى القيادة السياسية والعسكرية الإسرائيلية.