بدأ الاعضاء الغربيين في بعثة الاممالمتحدة الذين قررت اريتريا طردهم، صباح أمس مغادرة مقرهم العام في اسمرة متوجهين الى المطار ليتم نقلهم الى اديس ابابا كما افاد مراسل فرانس برس. وغادر حوالي عشرين من بعثة الاممالمتحدة في اريتريا واثيوبيا بينهم امرأة كانت تبكي، المقر العام للبعثة وصعدوا الى حافلة توجهت الى مطار العاصمة الاريترية. وقال مصدر في الاممالمتحدة طلب عدم الكشف عن هويته ان اعضاء البعثة الذين تريد السلطات الاريترية ابعادهم سيتم نقلهم في ثلاث رحلات متتالية تقلع آخرها في الساعة 11,00 بالتوقيت المحلي (8,00 تغ). وكانت الاممالمتحدة وافقت على مطلب اريتريا لسحب الافراد الامريكيين والكنديين والاوروبيين من بعثة لحفظ السلام انشئت لمنع حرب مع اثيوبيا. وقال مجلس الامن في بيان يوم الاربعاء إن المنظمة الدولية ستنقل بشكل مؤقت المراقبين العسكريين والعاملين المدنيين من اريتريا إلى اثيوبيا حرصا على سلامتهم. ويشمل القرار حوالي 180 مراقبا عسكريا وموظفا مدنيا. ومن المتوقع ان يغادروا اريتريا اليوم الجمعة. وزاد التوتر بشدة في الاسابيع القليلة الماضية على جانبي الحدود غير المرسمة التي تمتد لحوالي 1000 كيلومتر بين اثيوبيا واريتريا مؤججا المخاوف من حرب جديدة بينهما على غرار الحرب الحدودية التي دارت رحاها بين عامي 1998 و2000 وراح ضحيتها 70 ألف شخص. وطالبت الحكومة الاريترية قبل عشرة أيام برحيل الامريكيين الشماليين والاوروبيين الغربيين والروس في خطوة قال دبلوماسيون إنها تهدف لاجبار جميع افراد حفظ السلام على المغادرة. وحظرت اريتريا في الخامس من اكتوبر/ تشرين الاول على الاممالمتحدة استخدام الطائرات الهليكوبتر معوقة قدرة بعثة الاممالمتحدة في اثيوبيا واريتريا على مراقبة التحركات على الحدود. وقال بيان مجلس الامن الذي قريء في اجتماع علني إن المجلس المؤلف من 15 دولة سيجري قريبا مراجعة لكافة عمليات بعثة حفظ السلام. وقال السفير الامريكي جون بولتون في وقت سابق إنه ينبغي للمجلس ان يدرس سحب جميع الجنود. وقال البيان إن المجلس «يدين بقوة تصرفات اريتريا غير المقبولة والقيود التي تفرضها على بعثة الاممالمتحدة في اثيوبيا واريتريا والتي عوقت بشدة قدرة البعثة على القيام بعملها وسيكون لها ..إذا استمرت.. عواقب على مستقبل البعثة». والهند والاردن هما المساهمان الرئيسيان بالجنود في بعثة حفظ السلام البالغ قوامها 3300 فرد. ويعتبر كثير من المراقبين الخطوة التي اتخذتها اريتريا علامة على شعورها بالاحباط من إحجام الاممالمتحدة عن اجبار اثيوبيا القوة المهيمنة في منطقة القرن الافريقي على تنفيذ قرار رسم الحدود بين البلدين. وفي اتفاق سلام وقع عام 2000 وافق البلدان على ان تقرر لجنة مستقلة رسم الحدود بينهما لكن اثيوبيا رفضت في وقت لاحق قرار اللجنة. وأكد بيان مجلس الامن «الحاجة الماسة» إلى تحقيق تقدم في تنفيذ قرار اللجنة.