«الحب والكراهية» متناقضان اعتدنا الاحساس بهما تجاه شخص أو مكان أو موقف.. ولكن هل أصبح الحب والكراهية يؤثران في القرارات الاستثمارية وهل يعقل ان تبنى الاستثمارات على عوامل اقتصادية، أم أنها تبنى على أحاسيس الحب ومشاعر الكراهية.. ومع توجه شريحة كبيرة من مجتمعنا نحو الاستثمار في سوق الأسهم وفي ظل غياب الثقافة الاستثمارية لدى البعض هل أصبح الحب والكراهية هما العاملان المحددان للشراء والبيع في سوق الأسهم السعودية.. «الرياض» من خلال التحقيق التالي حاولت التعرف على ذلك. دور العاطفة في البدء أكد عواد عبيد ان «الحب» و«الكراهية» ثابتان لدى الكثير وهو منهم حيث يقول في كثير من قراراتي بالنسبة للبيع أو الشراء اعتمد بشكل كبير على حبي لسهم معين أو كراهيتي لهذا السهم ويضيف عواد ان قضية الحب والكراهية بالتأكيد هي نتاج لموقف معين فانا أحب السهم الذي حقق له لي عائدا وأكره السهم الذي حق لي خسارة وبالتالي نتيجة لموقف الربح لبعض الأسهم أصبحت أحبها وأتابعها واستثمر فيها باستمرار ويتفق فياض رباح مع عواد في قضية الحب والكراهية لسهم معين ويضيف أن «الحب» و«الكراهية» أثرتا علينا كثيرا نحن صغار المستثمرين فحبنا لأسهم أو لسهم معين ومتابعتنا لها أفقدتنا متابعة باقي الأسهم وبالتالي فقدنا كثيرا من الفرص الاستثمارية ويعزز محمد الراشد قضية الحب والكراهية في سوق الأسهم ويقول إنهما نتيجة لضعف الثقافة الاستثمارية لدينا وغياب الشفافية في السوق وعدم اعتماد السوق على العوامل والمؤثرات الاقتصادية ويقول الراشد رغم تأثير الحب والكراهية لسهم أو اسهم معينة في قرار البيع والشراء بالنسبة لي الا انني اعتمد عليها كثيرا لأنه ليس هناك الكثير من المعلومات التي تستطيع بناء قرارك عليها فالسوق سوق مضاربة و«توقع» ما لا يتوقع في سوقنا. مكان للتفكير السليم! من جانب آخر خالف عبدالعزيز السلطان مقولة «حب» «وكراهية» سهم معين وقال انا لا ابني قراراتي على حب أو كراهية أنا استقي قراراتي من واقع السوق فهناك بعض المؤشرات التي استطيع ان ابني عليها قراراتي الاستثمارية بغض النظر عن حبي أو كراهيتي لسهم معين، اعتمد في أحيان على قراءتي لمحفزات الشركات وقراراتها ومشاريعها ويوافقه في ذلك هيجان العنزي ان «الحب» و«الكراهية» لا يمكن أن يكونان المحددان الرئيسيان في القرارات الاستثمارية ولكن قال إن «الحب» و«الكراهية» موجودان لدى الجميع وتؤثر في القرارات الاستثمارية ولكن بالنسبة لي شخصيا لا اعتمد عليهما بشكل كبير فأنا اعتمد على بعض العوامل والتوصيات وبالتالي اتخذ قراراتي ولكن للحب والكراهية والتجارب السابقة دور في تعزيز قناعتي في البيع والشراء والحب لسهم او كراهية أسهم معينة بالتأكيد ناتجة عن موقف معين خسارة أو «تعليقة» لفترة زمنية أو ربح. سعود الحمود يقول إن قرارات الاستثمارات في سوق الأسهم السعودية هي مزيج بين الحب والكراهية وبعض العوامل الأخرى موضحا ان السوق وغياب الوعي الاستثماري وكذلك نقص المعلومات اضافة إلى نشاط مجموعة قليلة يسمون «بالهوامير» تسيطر على السوق ساعد على وجود دور للعواطف والاحاسيس في سوق الأسهم وفي القرارات الاستثمارية ولتحديد اسباب الاعتماد على العواطف يقول فياض رباح «عند رغبتك في البيع أو الشراء على ماذا تعتمد اذا كان ليس لديك معلومات أو مؤشرات الكثير يعتمد على «الحاسة السادسة» والاحساس والحب لهذا السهم او الكراهية لسهم آخر وبالتالي يتخذ القرار الذي قد يكون صحيحا أو خاطئاً. وللحظوظ دور كذلك سعد محمد يخالف الجميع ويرى أن القضية في سوق الاسهم السعودية قضية حظ بالدرجة الأولى فلا الحب أو الكراهية لها دور ولا المؤشرات او العوامل الاقتصادية لها دور كبير سوقنا «أنت وحظك» فشركات تحقق خسائر أسهمها مرتفعة جدا وتحقق عائداً كبيراً عند المضاربة وشركات تحقق ارباحاً واسعارها منخفضة مقارنة بالشركات التي تحقق خسائر وبطيئة في الارتفاع بالمختصر، وسوقنا تعرف على هامور وأنت «وحظك» و«الحب» و«الكراهية» فقاعة لدى البعض لبناء قرارات عليها لأنه ليس لديه ما يبني القرار غير عواطفه الجياشة. بناء القرارات الاستثمارية المؤثرة مثل البيع او الشراء على «الحب» و«الكراهية» يفترض ألا يكون موجودا في سوق الاسهم فالقرارات يجب أن تبني على مؤشرات اقتصادية ومالية ولكن هذا وضع سوقنا يقوم على ثلاثة أثافي «الحب والكراهية» و«الانترنت» و«الا تعرف على هامور» واخيرا أنت وحظك.