على الآباء والأمهات المصابين بزيادة الوزن الحذر من الإسهام في نقل هذه المشكلة إلى أطفالهم. حيث إن لهؤلاء الآباء والأمهات دوراً في زيادة احتمال إصابة أبنائهم (أولاد وبنات) بزيادة الوزن والسمنة حيث إن الدراسات تشير إلى أن أكثر من 65٪ من الأطفال أصحاب الوزن الزائد ولدوا لآباء وأمهات يعانون من هذه المشكلة نفسها وقد تم استنتاج هذه المشكلة عن طريق دراسة ثم متابعة أكثر من 150 طفلاً منذ ولادتهم وحتى بلغوا سن التاسعة، وتبين أن الأطفال الذين ولدوا لآباء يعانون من زيادة الوزن هم الأكثر عرضة لزيادة الوزن وقد كان لتعامل الآباء مع الأبناء عبر الغضب كان له دور كبير في زيادة الوزن عند الأطفال وأعتقد أن هذا الأمر ناتج إلى أن الآباء كانوا يقلون من غضب الأطفال أو بكائهم عن طريق تغذيتهم وإطعامهم للتخلص من الغضب لديهم وإرضائهم ومكافأتهم بالغذاء وهذا التصرف في الواقع غير مطلوب بل قد يؤدي إلى زيادة المشكلة لذلك فإنه يجب على الوالدين أو من يقوم برعايتهم التأكد من سبب الغضب أو البكاء وعدم تفسير هذا البكاء بأنه جوع أو رغبة للطعام وكذلك عدم إعطاء الأبناء الطعام دون أن يطلبوه لأن ذلك سوف يساهم بزيادة الوزن وهذا التصرف سوف يجعل الطفل يربط المزاج والغضب والفرح بالطعام مما يجعله يغضب بسبب الطعام والذي له دور كبير في الإصابة بالسمنة وزيادة الوزن لذلك يجب علينا أن نبعد ربط الطعام بالسعادة وبالغضب بل يجب توفير الطعام سواء كان الحليب أو الطعام العادي للأطفال عند رغبتهم لذلك وليس كلما بكى أو غضب أو تغير مزاجه فقد يكون سبب هذا البكاء أو الغضب ناتج من أسباب أخرى يمكن حلها دون أن نلجأ للطعام. النوم والوزن: قد يلعب النوم دوراً في حدوث زيادة الوزن عند الأطفال حيث أشارت الدراسة إلى أن الأطفال الذين يعانون من زيادة الوزن ينامون نحو 30 دقيقة أقل من غيرهم ويرجع ذلك إلى أن الأطفال ينامون لأنهم يبذلون جهداً كبيراً خلال اليوم فإذا لم يناموا بالشكل والوقت المناسب فإن ذلك يوضح أنهم لم يبذلو مجهوداً لأنهم غير متعبين من ذلك يتضح أن للرياضة دوراً جيداً في الحد من زيادة الوزن عند الأطفال فإذا بذل الطفل مجهوداً خلال اليوم سواء في المدرسة أو في البيت أو في مكان اللعب فإن ذلك سوف يجعله ينام بشكل جيد وكذلك يجعله يحرق كميات جيدة من الدهون والسعرات الحرارية وبالتالي يحد ذلك من إصاباته بزيادة الوزن. الرضاعة الطبيعية: على الأم التي ترغب في أن تكون صحة ابنها جيدة وتبعد احتمالية إصابته بالسمنة الحرص على الرضاعة الطبيعية فقد وجد أن للرضاعة الطبيعية دوراً كبيراً في الحد من السمنة عند الأطفال لأن ذلك يرجع إلى توازن الحليب القادم من ثدي الأم وعدم زيادة العناصر التي تلعبه في زيادة الوزن وكذلك يجب توضيح أن للرياضة الطبيعية دوراً فعالاً في صحة المرأة وسلامتها وتساهم في حرق الدهون لديها التي تجمعها خلال الحمل كما أن للرضاعة دوراً في الحد من إصابتها بسرطان الثدي. فالفائدة مشتركة بين الطفل والأم خلال الرضاعة الطبيعية كما أن للرضاعة الطبيعية دوراً كبيراً في العديد من الفوائد الصحية للطفل. مخاوف الآباء: قد يكون كذلك أن لمخاوف الآباء والأمهات وعدم وعيهم بالسلوك الجيد وبالعادات الغذائية السليمة والصحية دوراً كبيراً في تعلم الأبناء عادات الأكل غير الصحية لذلك فإن لوعي الأمهات بنوعية وكمية وطرق طبخ الطعام دوراً في زيادة الوزن وعدم الاعتماد على الخدم والمربيات واللاتي لا يعرفن أي أساسيات للتغذية السليمة لذلك فإن مراقبة ما يأكل الطفل وكمية وطرق تحضيره أمرٌ مهم وعدم الاعتماد على الخدم والمربيات وله تأثير جيد في الحد من تفاقم مشكلة زيادة الوزن والسمنة والاعتماد على الغير في تغذية الأبناء له الآثار السيئة على صحة الطفل بشكل عام وعلى زيادة الوزن بشكل خاص.