في أول يوم من أيام معرض بيروت العربي الدولي للكتاب، وفي قاعة المحاضرات بمركز بيال للمعارض. كان من المفترض إقامة ندوة هي الوحيدة من ضمن مشاركة المملكة في فعاليات المعرض. الندوة أدرجت في برنامج نشاطات المعرض الثقافية منذ فترة طويلة سبقت الافتتاح، والدعوة وزعت على النخب الفكرية، والثقافية، والإعلامية، والإعلام المقروء والمرئي والمسموع أشار إلى الندوة، ونوه بها ليحشد لها عدداً من المهتمين والباحثين والدارسين. ومتابعي التحولات في الرؤى والأفكار والبناء للرواية، والقصة، والقصيدة، والإبداع، وأدوات الدراسات النقدية في المملكة، سيما وأن المكتبة العربية أثريت بنتاج أدبي خلاق ومبدع وناضج نبع من أرض الجزيرة العربية، واحتل مكانته المشرفة بين أدب العالم العربي، وآداب العالم. وسافرت أسماء كبيرة من الروائيين، والشعراء، والباحثين، والنقاد. وعناوين إصدارات مهمة إلى كل منزل في الوطن العربي الكبير. الندوة كانت بعنوان: «التطور الفكري والأدبي في المملكة العربية السعودية» توقفوا عند العنوان..!! والمشاركون: د. إبراهيم بن سالم بن محمد السباطي استاذ مشارك في كلية التربية - جامعة الملك فيصل. د. يوسف بن عبدالله العريبي استاذ مشارك في كلية التربية - جامعة الملك فيصل. توقفوا عند الأسماء..!! في ظهر يوم الندوة المسائية، هاتفني المحرر الأدبي في مكتب الجريدة ببيروت. وقال إن الندوة قد ألغيت..!؟ - لماذا.. سألت..؟؟ - لا أعرف..!؟ وبعد دقائق هاتفتني الزميلة أمية درغام من جريدة «النهار» البيروتية تسأل.. - لماذا ألغيت..؟؟ ثم توالت الاتصالات من الزملاء والزميلات تطرح السؤال الصعب..!؟ ولأنني لا أجد الجواب اتصلت بالملحق الثقافي السعودي، فأجابني بما لم يكن مقنعاً، لم يجد المشاركان حجزاً على الطائرة..!! اتصلت بالسفير السعودي، فقال: انني أبحث عن الجواب عند الملحق الثقافي..!؟ في داخلي فرحت كثيراً، وحزنت أكثر. فرحت لأن عنوان المحاضرة، أو الندوة يشي بأن الموضوع لا يتعدى واجباً إنشائياً بليداً يطلب من صف في المرحلة المتوسطة. هذا إذا لم نقل المرحلة الابتدائية في التعليم النظامي. ثم إن العنوان يتكرر في كل عام، وفي نفس المعرض. والتغييريكون في الأشخاص. في الأشخاص فقط. ولا أريد أن أقوّم المشاركين وأحدد مكانتها في الخارطة الأدبية في المملكة، فربما هما أجدر من الغذامي، والبازعي، ومعجب الزهراني، وسعيد السريحي، وعبده خال، وإبراهيم الخضير، ويوسف المحيميد، وعشرات غيرهم في تناول هذا الموضوع(!!) وحزنت.. لأننا في ظرف يجب أن نستغل كل مناسبة فكرية، أو ثقافية، أو تجمع اقتصادي، أو إعلامي، ونفرح بتواجدنا في المؤتمرات والندوات لنطرح همومنا المعاصرة، ونتكلم عن برامجنا في مكافحة الإرهاب والتطرف، والحوار، والإصلاح الاجتماعي، والثقافي، والتعليمي، ورأينا في العولمة، ومشكلات المنطقة وشعوبها، ونحكي عن تجاربنا في مكافحة التخلف، والفقر، والجهل، والمرض، ومشاريعنا لبناء الإنسان المعقلن الواعي الذي نؤسس له المسارات العاقلة والمتزنة للإسهام في بناء الوطن. الآن: هل الإلغاء هو استخفاف.. أم ماذا..؟