اسدل الستار مساء الجمعة الماضية في ختام عشرة ايام من العروض السينمائية على الدورة التاسعة والعشرين لمهرجان القاهرة السينمائي الدولي الذي شهد هذا العام تقديم نحو 150 فيلماً من 47 دولة وحصد ارفع جوائز مسابقته الرسمية التي تضمنت 15 فيلما فيلمان: فنلندي والباني. فقد تصدر الفيلم الفنلندي «ام لي» للمخرج كلاوس هارو قائمة الجوائز وتمكن من انتزاع جائزة الهرم الذهبي للمهرجان وبجانبها جائزة افضل اخراج. كما حازت ماريا لانكفيست جائزة افضل ممثلة عن دورها في هذا الفيلم الذي يتناول قصة طفل هجر بلده الأصلي هربا من الحرب ليتأقلم ليس من دون صعوبة في المجتمع السويدي حيث احتضنته عائلة عاش في كنفها. ومع نهاية الحرب يكون عليه ان يعود إلى بلده ليتاقلم مجددا مع الحياة هناك محاولا دفن جراح الحرب. ولا يبتعد الفيلم الألباني الفائز «العين السحرية» للمخرج كوتشيم تشاشكو عن اجواء الحرب ايضا حيث يصور مناخ الحرب الاهلية في جنوب البلاد خلال العام 1997 حيث يشهد مصور معتزل فاجعة يلتقطها عن طريق الصدفة. وقد نال هذا الفيلم جائزة افضل سيناريو التي تحمل اسم الراحل سعد الدين وهبة الرئيس الأسبق لمهرجان القاهرة كما حاز هذا الفيلم جائزة الهرم الفضي التي هي في نفس الوقت جائزة لجنة التحكيم الخاصة. ومن بين الافلام العربية المشاركة في المسابقة الرسمية والتي كان عددها ثلاثة هي: «احلام» للمخرج العراقي محمد الدراجي و«ليلة سقوط بغداد» للمخرج المصري محمد امين و«يوم جديد في صنعاء القديمة» للمخرج اليمني بدر بن حرسي فاز هذا الاخير بجائزة افضل فيلم عربي في المهرجان. وهذه الجائزة عبارة عن مبلغ مالي قيمته مائة الف جنيه (حوالي 17500 دولار) تمنح للمنتج وقد اقترحت لجنة التحكيم ان يشترط لمنحها تعهد المنتج بالعمل مع نفس المخرج على تصوير عمل جديد. ويعتبر فيلم بن حرسي الفيلم اليمني الروائي الأول حيث يكتشف البطل يوم عرسه ان البنت التي احبها ليست هي ذاتها التي اختيرت له وهو ما كان يعتقده اصلا. جائزة العمل الأول للمخرج كانت من نصيب الفيلم الالماني «اضرار لاحقة» الذي يحكي قصة بروفيسور ألماني من اصل جزائري متزوج من المانية ولديهما ابن يدعى كريم غير ان الحياة السعيدة لهذه العائلة تنقلب راسا على عقب اثر اعتداءات ايلول - سبتمبر. وليس مخرج هذا الفيلم سوى المصري الشاب سمير نصر الذي اعرب عن سروره الكبير بهذه الجائزة خاصة وانها تحمل اسم الكاتب المصري الكبير نجيب محفوظ الذي يعني له الكثير والذي اثرت كتاباته فيه كما قال عقب تسلمه الجائزة. كما نال فيلم «اضرار لاحقة» جائزة افضل ابداع فني في مجال الموسيقى التي وضعها للفيلم اوليفر بيهلر فيما نالت ماري شيمينيل جائزة افضل عمل فني في مجال الديكور وذلك عن الفيلم الفرنسي «ليه بوبيه روس» (الدمى الروسية) لسيدريك كلابيش. ومن بين الجوائز الفرعية منحت جائزة افضل مونتاج لليونانية بانوس فوتساراس عن فيلم «محارة» لفونتيني سيسكوبولو. اما جائزة افضل ابداع فني لمدير التصوير فكانت من نصيب الايراني حميد خوزي ابيان عن فيلم «قريب جدا.. بعيد جدا» للمخرج رضا مير كريمي. وشهد المهرجان تكريم المخرج الفلسطيني هاني ابو اسعد على فيلمه «الجنة الآن». الذي عرض على هامش المهرجان ونال استحسانا كبيرا بعد ان عرض في 60 بلدا ليس بينها اي بلد عربي وربما يعرض قريبا في مصر.