التغيير سُنةٌ كونيةٌ، وأمرٌ فطريٌ في هذه الحياة إذ إن حياة الإنسان قائمةٌ على مبدأ التغيير في جميع المجالات وفي كل وقت لتحقيق الأهداف والغايات المنشودة، ودليلٌ على الطموح والتطلع والرغبة في تحقيق الأفضل يقول الدكتور إبراهيم الفقي: "التغيير أحد أهم سلوكيات القادة الناجحين". فالتغيير كلمة واسعة ويفهم منها مدلولات كثيرة ولكن هنا في هذا المقال سنتكلم عن طريق التغيير الناجح في الاتحاد السعودي لكرة القدم من خلال تطوير أداء اللجان، وهذا يحتاج إلى مبادرات وليس شرطاً أن تكون المبادرة جماعية فالأصل في المبادرة أن تكون فردية ثم تتحول إلى جماعية لكي تبدأ عملية التغيير، وهذه المبادرة تحتاج لشجاعة، وربما يقول البعض إن المبادرة يجب أن تكون من الرئيس أولاً، نتفق مع هذا التوجه لأن الرئيس هو أعلى الهرم وبإمكانه توجيه المرؤوسين لما يريد من تخطيط وتوجهات، ولا نتفق مع هذه المقولة لأن المبادرة تأتي من الشخص نفسه في أي مكان وأي وقت أي منصب كان، فكل شخص لديه كاريزما معينة فربما يكون الرئيس من الشخصيات التي لا تستطيع المبادرة والتغيير أو التأثير ولكن بإمكانه تعيين أشخاص أصحاب مبادرات وتغيير للأفضل. على الرئيس المقبل للاتحاد السعودي لكرة القدم أولاً أن يكون متحمسا للتغيير للأفضل وهذه اللبنة الرئيسية للتغيير وحتى وإن لم يكن لديه الشخصية التي تساعده على التغيير مثل ما ذكر سابقاً. والشيء الآخر أن يبحث عن مجموعة متميزة ذات خبرة وتخصص وتكون مبادرة نحو التغيير وهي الأهم في وجهة نظري ليكونوا رؤساء اللجان، لأنهم هم الذين سيعملون ويطورون وبالتالي أعضاء اللجان مباشرة سيحذون حذوهم. البعض يقول: "إن رئيس اللجنة لا يستطيع عمل شيء"، وهذا غير صحيح فرؤساء اللجان لهم مهام وأهداف يجب القيام بها وهذا عملهم الأساسي فيستطيعون العمل على ذلك ومثال لجنة الاحتراف دليل على ذلك، فهو يؤيد ما ذكرت أعلاه بأن أي شخص يستطيع المبادرة وليس الرئيس فقط وهي من مجتمعنا الرياضي لنكون أكثر واقعية ومن ذات المجتمع والثقافة لكي لا يقول قائل: "إن وضعنا مختلف عن الآخرين في الدول الأخرى". عندما كلف الدكتور عبدالله البرقان رئيساً للجنة الاحتراف قبل ثلاثة اعوام، وكان هناك لغط كبير حول أداء اللجنة، عندما بدأ في اللجنة مهام عمله لم ينتظر أحدا ليوجهه ماذا يفعل بل بادر بنفسه أولاً وبعدها بدأ فريق عمله يحذو حذوه في التطوير وعلى الرغم من ذلك وجد أصواتاً من الأندية والجماهير والإعلام ترفض ما يفعله لأنه يضر مصالحهم في وجهة نظرهم، ولكن الحقيقة أنه يطور ويعمل لمصلحتهم، وكل عام يضع أنظمة جديدة ويطور اللوائح وتجد بعض الاعتراضات وفي الأخير يقبلها الشارع الرياضي والأهم من هذا وذاك أنه يطبق هذه الأنظمة. في الأخير كل شخص له أخطاء ولكن يجب أن نرى النجاحات التي عملها أيضا، أنا أرى أن الدكتور بادر وعمل نقلة كبيرة في الفترة الماضية. في الأخير التغيير يحتاج إلى مبادرة وعدم الركون إلى الأماني فقط من دون عمل شيء والأهم عدم الخوف من الفشل لأن المبادرة ستحدث أخطاء وهذه الأخطاء ستكون خبرة سابقة وهذه الخبرة ستترجم إلى اتخاذ قرارات صحيحة مستقبلاً.