قبل أن نطالب المشجع المندفع بحب فريقه والمشحون بعاطفة الشباب والمستسلم لاحتقان من حوله في الشارع الرياضي علينا أولا أن نفكر جيدا ونسأل انفسنا (اليس ما يحدث من فوضى إعلامية صنيعة برامج منفلتة اصبحت بلا حسيب ولا رقيب، لا تبحث الا عن الضيف الفوضوي والصوت العالي، والازعاج للفت الانظار وأكشنة الساحة بردود الفعل والصدامات واشعال شبكة التواصل الاجتماعي بالسب والشتم والطعن في اخلاقيات الناس وردود الافعال السيئة؟)، مع ظهور هذه البرامج ظهرت الفوضى وبلغ التعصب بين الاجيال وجماهير الاندية ذروته، ظهر معها ضعف الانتماء لمنتخب الوطن وتفضيل الالوان الأخرى عليه نكاية بالميول الأخرى لأن معظم لاعبي هذا الفريق أو ذاك يمثلون "الأخضر". هذه البرنامج استولى عليها ثلة من المتعصبين من المقدمين والمعدين والمخرجين والضيوف الذين استمدوا قوتهم وصراخهم من قوة من يدفعهم ويشحنهم ويحرضهم حتى وأن حاولت اصطناع العفوية والحياد ولبس ثوب المثالية، من يقدمها ويعدها بعيد كل البعد عن ذلك، هزت لحمة المجتمع الرياضي واثرت على الشباب وسط فرجة ممن يعنيه الأمر فلاتعلم إلى أين تسير هذه البرامج بالرياضة وكرة القدم تحديدا، لاتبث وفق الاحداث وما يفترض تناوله بصدق ومهنية وحياد انما وفق اجندة يتم الاتفاق عليها بعيدا عن الهواء، والمتضرر في نهاية الأمر هي رياضة الوطن والمشجع والمتابع الرياضي. قدر الشارع الرياضي جعله أمام برامج رياضية تلوث الفكر وتضعف الانتماء لمنتخب الوطن، لم تجد من يوقفها ويجبرها على الاستسلام لنظافة المنطق حتى تقدم لنا مواد تتناسب وضرورة رقي الفكر وسمو الاخلاق والرقي بالوعي، ما يقدمها ويعدها يحتاج إلى دورات ومحاضرات وورش عمل في فن الحياد والمهنية والالتزام بالمعايير التي توعي المجتمع وتزوده بالجديد والمفيد، لا ان تحرضه على التعصب وتدفعه الى الصدامات والطرح البذيء، ومع الاسف أن مثل هذه البرامج اصبحت خطرا على ذوق صغار السن الذين يرددون بين والوقت والآخر عبارات مخجلة يقولها الضيوف بلا حياء ولا خجل.