رعى صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبد العزيز أمير منطقة الرياض أمس الحفل السنوي للجمعية الخيرية لتحفيظ القرآن الكريم بمنطقة الرياض وذلك بمقر الجمعية بالرياض. وكان في استقبال سموه بمقر الحفل رئيس الجمعية الخيرية لتحفيظ القرآن الكريم بمنطقة الرياض سعد بن محمد آل فريان وأعضاء الجمعية. وفور وصول سموه قام بزيارة لمعرض الجمعية واطلع على اصداراتها المختلفة. بعد ذلك بدئ الحفل الخطابي بتلاوة آيات من القرآن الكريم. بعد ذلك القى رئيس الجمعية سعد آل فريان كلمة عبر فيها عن شكره لصاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبد العزيز أمير منطقة الرياض على رعايته للحفل. وأوضح أن الجمعية اسهمت في نشر حلقات التحفيظ ودور التحفيظ النسوية في مدن وقرى منطقة الرياض حتى وصلت الى السجون ودور الملاحظة مشيراً الى آثار القرآن الكريم وبركته في صلاح متعلميه وحفظ أوقاتهم. وأبان أن عدد المنتسبين في الجمعية هذا العام بلغ (10969) طالبا وطالبة وعدد المدرسين (2395) معلما و(2341) معلمة فيما بلغ عدد الحلقات (3050) حلقة ونحو (250) مدرسة نسوية. ونوه بجهود ولاة الامر ودعمهم المتواصل لنشاطات الجمعية معرباً عن شكره لكل من أسهم في خدمة الجمعية وللشيخ عبدالعزيز بن عبدالرحمن الحمدان على تبرعه بمقر للجمعية. ثم استمع سمو أمير منطقة الرياض والحضور الى نماذج من تلاوات حفظة كتاب الله الكريم. بعد ذلك القيت قصيدة شعرية بهذه المناسبة. عقب ذلك القى سماحة المفتي العام للمملكة ورئيس هيئة كبار العلماء وادارة البحوث العلمية والافتاء الشيخ عبدالعزيز بن عبدالله آل الشيخ كلمة رحب فيها بسمو أمير منطقة الرياض والحضور. وقال «ان شباب الامة ثروة عظمى وثروة من اعظم الثروات وعدة بعد توفيق الله للامة من أقوى العدد وأنفعها.. وواجب على الامة احتواء شبابها وتوجيههم والاخذ بأيديهم لما فيه خيرهم في دنياهم واخرتهم». وأضاف سماحته قائلا «ان العناية بالشباب والاهتمام برعايتهم وبتوجيههم أمر مطلوب من الجميع لانهم بالتوجيه السليم والتربية الصالحة والتنشئة على الخير نضمن بتوفيق الله على شبابنا ونأمن عليهم بتوفيق الله من أن يؤثر عليهم أي فكر دخيل وأي توجه غير اسلامي لانهم ثروة يجب أن نحافظ عليها». وقال سماحته «انه يوجد في هذا الزمان دعاة للشر والفساد وكما هو معلوم كثرت الدعايات المضللة وكثر دعاة الباطل والفساد وتلونت اساليبهم ولكنها في الواقع شيء واحد هو غزو شباب الامة وافسادهم والسعي للتفريق بين شباب الامة وبين قادتها وبين علمائها وأدبائها والسعي في ايجاد فرقة بين شباب الامة وبين قيادتها وعلمائها وأدبائها والفصل بينها وبين تراثها الماضي ذلك أن الشباب اذا انحرف عن منهجه القويم أو صراط الله المستقيم صار مقراً للاراء الفاسدة والافكار الضالة التي تقوده الى كل شر وتنأى به عن الخير وتجعله يعيش مضطربا لا يدري أين يتوجه».ونوه باهتمام خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبدالعزيز (رحمه الله) بالقرآن وأهله حيث قال «في عهده رحمه الله وأظن ان لم تخني الذاكرة أنه في عام 1403 ه أصدر قراراً بأن من حفظ القرآن ممن عليه حق عام فانه يخفف في محكوميته ويكون هذا الحفظ شافعا له في تخفيض محكوميته من الحقوق العامة». مشيداً بما قدمه من دعم واهتمام للجمعية. وقال «الملك فهد رحمه الله أسهم في خدمة الجمعية وبذل فيها جهدا كبيرا ويظهر ذلك من خلال النظر في ميزانية الجمعية ومواردها وأنه رحمه الله كان السابق لغيره والمهتم بهذا فجزاه الله عما قدم خيرا». ودعا الله بالرحمة للشيخ عبدالرحمن بن فريان الذي كان الاول في هذا الشأن وأن يجزيه خير الجزاء. ثم استمع سمو أمير منطقة الرياض والحضور الى نماذج من تلاوات حفظة كتاب الله الكريم. كلمة الأمير سلمان عقب ذلك القى صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبدالعزيز أمير منطقة الرياض الكلمة التالية.. بسم الله الرحمن الرحيم والصلاة والسلام على نبيه ورسوله الكريم وعلى آله وصحبه اجمعين.. ايها الاخوة.. سماحة المفتي.. ايها الاخوة الحضور.. شرفني أعضاء هذه الجمعية جمعية تحفيظ القرآن ودعوني أن أحضر هذه الليلة وأي شرف أسمى وأكبر أن يحضر الانسان في حفل تكريم حفظة كتاب الله والذي هو دستور هذه البلاد وما قامت عليه هذه الدولة. اننا أيها الاخوة في بلادنا المملكة العربية السعودية نقول ان هناك خصوصية لهذه البلاد ولقد قلت في مناسبة سابقة ان البشر هو البشر في كل مكان ونحن من البشر والارض هي الارض والشجر هو الشجر لكن ان يكون في هذه البلاد أول بيت وضع للناس وأن تنزل فيه الرسالة ويبدأ صلى الله عليه وسلم تلقي الرسالة السماوية التي هي القرآن الكريم الذي بين أيديكم هذه الليلة هناك. خصوصية في هذه البلاد هنا تأتي الاهمية يتجه لهذه البلاد في اليوم مئات الملايين من البشر خمس مرات كما فرضت الصلاة عليه ويتزودون ايضا بالسنن باتجاه هذه البلاد هنا تأتي الخصوصية هنا تأتي المسؤولية على أبناء هذه البلاد ونعرف أن منطلق الرسالة ومنطلق انتشار الاسلام هو من هذه البلاد وهنا تأتي المسؤولية أيضا. وفي هذه الايام الذي يعقد فيها المؤتمر الاسلامي بدعوة كريمة من خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز في مكةالمكرمة هذا والحمد لله دليل قاطع على تمسك هذه البلاد بكتاب الله وسنة رسوله الذي هو دستورها ومنهجها. ايها الاخوة.. لقد قامت هذه الدولة على دعوة التوحيد عندما قام الإمام الشيخ محمد بن عبدالوهاب بهذه الدعوة وتعرفون ما صادفه من عقبات ومشاق في سبيل هذه الدعوة وكرم الله الامام محمد بن سعود وسانده وعاضده هو وابناؤه وأحفاده حتى هذا اليوم والحمد لله قام بدعوة اصلاحية واصلاح الخلل في أمور المسلمين وفي العقائد وفي بعض الامور الخرافية وغيرها والحمد الله قامت هذه الدولة على هذا المبدأ وهي دعوة اصلاحية مستمرة لما قام الشيخ محمد بدعوته لم يقتصر على وقت معين فالمنهج منهج فيه اصلاح البشر لاصلاح الناس للدعوة لله للدعوة للمحبة والتعاون والتكاتف والدعوة في سبيل الله بالطرق التي شرعها الله عز وجل وسنها نبيه لا غلو في الدين ولا جفاء.. لا افراط ولا تفريط فالامة وسط. نحن ايها الاخوة.. الله عز وجل أرادنا أن نكون أمة وسطا أراد المسلمين جميعا لذلك أنا أعتقد وأجزم أن الدعوة الاصلاحية مستمرة حتى هذا اليوم وأيامنا المقبلة ان شاء الله وكل خلل تتعرض له العقيدة أو لما فرضه الله عز وجل وسنة نبيه لا شك أن هذه الدولة لا تقبل به بأي شكل من الاشكال. ايها الاخوة.. أقول هذا الكلام وما اتحدث به هو نهج هذه الدولة وما وجه به ولي الامر في بلادنا ومن الملوك السابقين (رحمهم الله).. أول اهنئ خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز وسمو ولي عهده الامين الأمير سلطان بن عبدالعزيز واقول الحمد لله نحن اخوة وشعب متحاب متضامن وندعو الى الخير ونسعى اليه في بلادنا وفي كل بلاد المسلمين وفي كل العالم ونعلم أن الدعوة الاسلامية الحقة الخالية من الشوائب كما قلت في السابق هي عمل خير عمل احسان وتهذيب للبشر في هذه العقيدة.. تهذيب للبشر جميعا والسعي لمصالحهم ونحن نعلم جميعا أن الحي مصيره القبر وماذا اعددنا لذلك.. مهما بلغ نفوذ الانسان أو بلغت قوته المعنوية أو الجسدية أو المالية فلا بد يوم من الايام في هذا المكان الذي يواجه فيه ربه.. فلنعمل في دنيانا عمل الخير.. عمل التطور.. عمل الانشاء.. عمل خير الناس كلهم وجلب المصالح لهم كلهم ولكن فلنعلم أن هذا يجب أن يكون مرتبطا بمعرفتنا بما سيعود اليه يوم من الايام ولا شك أن عمل الخير في الدنيا هو ان شاء الله عمل للخير في الاخرة. ايها الاخوة.. ذكر سماحة الشيخ عبدالعزيز آل الشيخ أنه أوقف لهذه الجمعية ولقد بحثت قبل قليل مع الاخوان أن هذا الوقف أرادوا أن يكون بداية ان شاء الله.. ستباع الارض هذه ويخصصها للجمعية وهذا الحمد لله فضل من الله. ورأيت مع الاخوان أن نبدأ ان شاء الله بانشاء وقف للجمعية وسنتعاون مع الاخوان ان شاء الله في تأمين مصادر للدخل في المستقبل وهذا يكون بداية ان شاء الله لكن جمعية مثل هذه يجب أن تعتمد على وقف موجود لها يدر عليها باستمرار ويطور نشاطاتها وان شاء الله سأتفاهم مع الاخوان ونتعاون سويا مع أصحاب الخير وأبشركم أنهم كثير في بلادنا لانشاء هذه الوقف حتى يكون مستمرا دائما مع ما تبرع به أصحاب الخير في هذا الوقت أو سواه. اسأل الله عز وجل أن يجعل أعمالنا خالصة لوجهه لا رياء ولا نفاق بل لله ثم لله ثم لله. واشكر الشيخ عبدالعزيز بن عبدالرحمن الحمدان على تبرعه بمبنى للجمعية الخيرية لتحفيظ القرآن الكريم في منطقة الرياض سائلا المولى القدير أن يجعل ذلك في موازين حسناته. والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته،،، وفي نهاية الحفل قام سمو الأمير سلمان بن عبدالعزيز بتوزيع الجوائز على الحفظة المكرمين. ثم التقطت لسموه الصور التذكارية بهذه المناسبة. حضر الحفل صاحب السمو الأمير سعود بن سلمان بن محمد آل سعود وصاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز وصاحب السمو الملكي الأمير أحمد بن فهد بن سلمان بن عبدالعزيز وصاحب السمو الملكي الأمير سعود بن سلمان بن عبدالعزيز وصاحب السمو الملكي الأمير خالد بن سلمان بن عبدالعزيز وصاحب السمو الملكي الأمير نايف بن سلمان بن عبدالعزيز.