في محاولة منه لبحث مسالة التهدئة وتداعيات العملية الفدائية الأخيرة في نتانيا وبحث آخر تفاصيل الأوضاع السياسية بالمنطقة، وصل الرئيس الفلسطيني محمود عباس مساء الاثنين إلى غزة قادما من رام الله بالضفة الغربية، عقب عملية التفجير في مجمع تجاري بمدينة نتانيا الساحلية شمال تل أبيب وأوقعت خمسة قتلى وعشرات الجرحى. وقالت مصادر فلسطينية انه من المتوقع أن يلتقي الرئيس عباس عددا من قادة الفصائل الفلسطينية لبحث مسالة التهدئة، حيث تبنت (سرايا القدس) الجناح العسكري لحركة (الجهاد الاسلامي في فلسطين) العملية الفدائية التي وقعت بالقرب من مجمع هشارون التجاري بمدينة نتانيا داخل الخط الاخضر و التي أدت إلى مقتل خمسة إسرائيليين وجرح أكثر من خمسين آخرين بينهم أربعة حالتهم ميئوس منها وأربعة آخرين حالتهم حرجة للغاية. وكان عباس ترأس في مقر الرئاسة برام الله قبل توجهه الى غزة اجتماعاً لقادة الأجهزة الأمنية وأصدر الرئيس عباس تعليمات مشددة وصارمة، لقادة الأجهزة بملاحقة المسؤولين عن العملية التفجيرية، التي وقعت في نتانيا وأكد الرئيس خلال الاجتماع، على أهمية وضرورة اتخاذ كافة الإجراءات لضبط الأوضاع الأمنية. لى ذلك أعلنت وسائل إعلام إسرائيلية ان جيش الاحتلال بدأ بالاستعداد للقيام بعملية عسكرية واسعة النطاق تستهدف شمال قطاع غزة . وأشارت صحيفة «هآرتس» الإسرائيلية في موقعها على شبكة الانترنت «انه في اعقاب العملية الفدائية في مدينة نتانيا والتي ادت الى مقتل عدد من الاسرائيليين في احد المراكز التجارية فقد بدأت قوات الجيش الاسرائيلي الليلة قبل الماضية بالاستعداد للقيام بعملية عسكرية ثأرية واسعة النطاق تستهدف شمال قطاع غزة». ونقلت الصحيفة عن وزير الحرب الاسرائيلي شاؤول موفاز قوله أمس الثلاثاء «ان جيش الاحتلال يستعد للعودة الى قطاع غزة خلال الساعات المقبلة وهو ما سيشكل أول عملية عسكرية في القطاع بعد انسحاب (إسرائيل) منه في شهر سبتمبر(ايلول) الماضى». ونوهت مصادر امنية إسرائيلية للصحيفة «ان العملية المتوقعة من الممكن ان تستمر عدة اسابيع وحتى شهر»، مشيرة الى « ان جيش الاحتلال وبعد عملية نتانيا قرر تغيير طبيعة عملياته العسكرية في جبهتي الضفة الغربية وقطاع غزة ». وحسب الصحيفة « فانه تقرر اغلاق كافة المعابر التي تربط دولة الاحتلال بقطاع غزة الا ان معبر كارني شرق غزة والذي يعتبر تجاريا سيبقى مفتوحا امام حركة البضائع». على صعيد آخر أفادت مصادر أمنية فلسطينية انه تم تفجير عبوة ناسفة كبيرة فجر أمس في شارع عمر المختار في منطقة الجندي المجهول وسط مدينة غزة. وهرعت الى المكان سيارات الاسعاف حيث لم تقع اي اصابات بين المواطنين وان الانفجار استهدف تمثال الجندي المجهول. وفي اطار استمرار حالة الفوضى والفلتان الامني توفي مساء الاثنين الماضي احد افراد جهاز الامن الوطني الفلسطيني خلال شجار مسلح وقع بين عناصرها في مدينة خانيونس جنوب القطاع . وكان خلاف نشب بين عدة عناصر من جهاز الامن الوطني تحول الى اطلاق نار كثيف اسفر عن مقتل محمد جمال الاسطل -22 عاما- بعد اصابته بعيار ناري ادى الى وفاته من دون معرفة الاسباب التي تقف وراء الخلاف. وفي وقت سابق من مساء الاثنين قام عشرات المسلحين من كتائب شهداء الأقصى «مجموعة نايف أبو شرخ » وفرسان العاصفة التابعتين لحركة (فتح) باحتلال مقر حركة (فتح) بمدينة خانيونس بعد كسر الاقفال واقتحامه واعتلاء سطح المبنى والعبث بمحتوياته الى جانب اطلاق النار في الهواء وذلك احتجاجا على عدم تفريغهم في الأجهزة الأمنية الفلسطينية ومؤسسات السلطة الفلسطينية بعد أن أقدمت السلطة على تفريغ ما يقارب 2500 عضو من الأجنحة العسكرية المختلفة في القطاع. وقال «أبو عنان» الناطق باسم فرسان العاصفة إنهم لم يقدموا على هذه الخطوة إلا بعدما استنفذت لديهم كل الطاقات بانتظار تفريغ عناصرهم الذين ضحوا خلال انتفاضة الأقصى من ذوي الشهداء والأسرى، مؤكداً أن ما يحدث من تمييز من قبل المكاتب الحركية العليا لفتح والتي تعد كشوفات بأسماء عناصر لا تستحق هذه التفريغات وذلك على حساب المناضلين. وأوضح أن التلاعب في كشوفات التفريغات ظهر واضحاً عند استلام الرواتب من البنوك حيث ان مجموعات فرغت مالياً على حساب مجموعات أخرى لم يجدوا أسماءهم في البنوك بعدما كان مقرراً أن يستلموا رواتبهم مع بداية الشهر الجاري. وأكد «أبو عنان» أنهم لن يبرحوا مقر التنظيم إلا بعدما تنفيذ كافة مطالبهم وأنهم وسيواصلون احتلالهم لمقر التنظيم.