يتطلع أكثر من مليار مسلم اليوم إلى اجتماعات القمة الإسلامية الاستثنائية الثالثة والتي تعقد في الرحاب المقدسة برئاسة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز وكلهم آمل ورجاء في أن يخرج هذا المؤتمر المهم والذي يعد نقطة فاصلة في تاريخ منظمة المؤتمر الإسلامي التي أنشئت في عام 1969م بقرارات مهمة، خصوصاً إذا ما تمت الموافقة على إعادة هيكلية المنظمة وبدء التطبيق الفعلي للخطة العشرية للمنظمة والتي أعدت من قبل عدد كبير من العلماء والمفكرين في العالم الإسلامي اجتمعوا في مكةالمكرمة في شهر سبتمبر - أيلول الماضي ..واستطاعوا أن يخرجوا بتوصيات مهمة تخدم العالم الإسلامي وتعد بادرة جديدة تحدث لأول مرة في تاريخ مؤتمرات القمة الإسلامية حيث قام العلماء والمفكرون - الذين وصفهم سمو الأمير سعود الفيصل بأنهم ضمير الأمة - ببحث كل ما يتعلق بالأمور السياسية والاقتصادية والاجتماعية والإعلامية التي تهم العالم الإسلامي وذلك لمواجهة التحديات التي يواجهها عالمنا الإسلامي. وقد جاءت توصيات منتدى العلماء والمفكرين للقمة الإسلامية في غاية الأهمية حيث حاولت التأسيس العملي والمنطقي للعمل الإسلامي .. ولعل نظرة سريعة إلى هذه التوصيات تؤكد الأهمية القصوى في تنفيذها وتطبيقها على أرض الواقع وما يعود من ذلك بالفائدة والخير على الأمة الإسلامية بكاملها .. وقد تضمنت التوصيات ما يلي: - بحث مشاكل العالم الإسلامي (الفقر والجهل). - تعزيز الوحدة السياسية الإسلامية. - منع النزاعات والعمل على تنمية التعاون بين الدول الإسلامية بالمساعي الحميدة. - وضع رؤية للقضية الفلسطينية والاهتمام بحل تلك القضية وفقاً للشرعية الدولية. - التخاطب مع المنظمات الدولية بصوت واحد. - عدم تطبيع أي دولة من الدول الأعضاء في المنظمة للعلاقات مع الكيان الإسرائيلي. - ضرورة مكافحة الإرهاب بكافة الوسائل. - ضرورة قيام حوار بين الحضارات. - أوصى العلماء والمفكرون بضرورة بحث موضوع ظاهرة كراهية الإسلام (الإسلام فوبيا) وأكدوا على ضرورة التصدي لتلك الظاهرة. - تفعيل دور إدارة الجماعات والمخيمات المسلمة التابعة لمنظمة المؤتمر الإسلامي وإعداد تقرير سنوي عن حقوق الإنسان. - دور الإعلام القوي وإبراز الصورة الإيجابية للإسلام.. بالإضافة إلى إنشاء قنوات إسلامية تبحث المسائل السياسية والاجتماعية والتوصية بإنتاج برامج وثائقية وأفلام للتصدي لظاهرة الكراهية للإسلام والتمثيل الخاطئ للإسلام والمسلمين. وكانت تلك بعض النقاط المهمة في توصيات منتدى العلماء والمفكرين المسلمين المقدمة إلى قادة العالم الإسلامي. وإن التفاؤل بنجاح هذه القمة الاستثنائية ينبع من الحرص الشديد لخادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز على الأمة الإسلامية ولذلك كانت دعوته في موسم حج العام الماضي إلى هذه القمة والتي نأمل أن تحقق الأهداف المرجوة من أجل تقدم الأمة الإسلامية وحل جميع مشاكلها بإذن الله.