انتهت الجلسة الرابعة من جلسات محاكمة الرئيس العراقي السابق صدام حسين عند الساعة 7,50 من مساء أمس في بغداد مع قول صدام للمحكمة «اذهبوا الى الجحيم» لانها لم تستجب لمطالبه. وتم تحديد يوم الأربعاء موعدا للجلسة الخامسة وفقا لرئيس المحكمة رزكار امين. وكان الرئيس العراقي السابق سأل رئيس المحكمة «هل انتم تتعمدون ان تأتوا بمشتكين هلكانين (متعبين)؟». وقال أيضا «ملابسنا وسخة، ولا مجال للحمام او التدخين، وزمننا من هذه المحاكمة هو 10 بالمئة فقط» من الوقت، متسائلا «هل هذه هي العدالة؟». وطلبت هيئة الدفاع ارجاء المحاكمة للسماح للمتهمين بالاستراحة لكن القاضي رفض مؤكدا الاستماع الى شاهدين الاربعاء وقال «سنقرر بعد ذلك موعدا جديدا لمتابعة المحاكمة». وتعبيرا عن استيائه، صرخ صدام عندئذ «اذهبوا الى الجحيم». وتميزت الجلسة الرابعة التي استغرقت خمس ساعات ونصف الساعة بتقديم خمسة شهود بينهم امرأتان جاءتا لتشهدا امام المحكمة من وراء ستار دون الكشف عن هويتهما. ووصفت هاتان المرأتان اقامتهما في السجن واشتكتا من عمليات تعذيب وسوء معاملة. من جانبه عاش برزان التكريتي الاخ غير الشقيق لصدام نصف يوم مثيرا خلال الجلسة وطلب من المحكمة عدم الاعتداد بشهادة «الجهلة». ويحاكم صدام وسبعة من معاونيه امام المحكمة العراقية الخاصة بتهمة ارتكاب مجزرة بلدة الدجيل الشيعية في الاشهر والسنوات التي تلت محاولة اعتداء على موكبه الرئاسي اثناء زيارة له الى هذه المنطقة في 1982. وقد دفع المتهمون ببراءتهم لكنهم يواجهون حكم الاعدام في حال ادانتهم. واتهم صدام الشهود أيضا بأنهم يفتقرون للمصداقية قائلاً في كلمته التي استغرقت 15 دقيقة إن هذه الادلة لا تستهدف فقط خدمة العدالة.وأضاف بقوله إن الامريكيين جاءوا إلى العراق بذريعتين فشلوا في إثباتهما. وأوضح صدام قائلا إن واشنطن أخرجت هذه «الملهاة» لتبرير استمرار بقائها في العراق للوقت الذي ترغب فيه. وأكد أنه لا يعترف بشرعية المحكمة مخاطبا القاضي بالقول « من فضلكم لا تقبلوا أي إساءة للعراق». وقال صدام مخاطبا رئيس المحكمة القاضي رزكار امين «سيادة القاضي، انت لم تسألني وانا رئيس الدولة صدام حسين هل عذبت ام ضربت، علما ان هذا من واجبك». واضاف «سيادة القاضي، لا تقبل الاساءة الى العراق والاساءة الى صدام حسين». وقال الرئيس العراقي المخلوع متحدثا عن نفسه «ان «الأمريكيين والاسرائيليين يريدون اعدام صدام حسين». وتابع «أنا محال للاعدام ثلاث مرات (في السابق) وهذه ليست المرة الاولى» في اشارة الى امكان الحكم عليه بعقوبة الاعدام. واستطرد قائلا «لا صدام ولا رفاقه يخافون الاعدام»، خارقا صمتا طويلا التزمه خلال جلسة الأمس التي ادلى فيها ثلاثة شهود بافاداتهم. وقال صدام «لم اقابل احدا خلف الطاولة (خلال فترة حكمه) ولا أعمل دعاية انتخابية لنفسي مثلما يفعل الآخرون، ما يهمني هو رضا الله والانسانية وان تعرف الشعوب الأمريكية اي جريمة ارتكب حكامها ضد الأمة». وتابع صدام متوجها الى رئيس المحكمة «لن نقول الا الحقيقة حتى لو صهرونا فنحن لا نضعف، هذه الشهادات يا حضرة القاضي فيها اساءة لتاريخ عمره 35 عاما بنينا فيه العراق بدمع العين». وقال «اسميك القاضي الاول تقديرا لك شخصيا رغم عدم اعترافي بالمحكمة، انا لااحتاج اليك لتساعدني ليس استصغارا بك ولكن لانني رئيسك لمدة ثلاثين عاما».