فاصلة: «الضمير يساوي ألف شاهد» - حكمة عالمية - كلما شاهدت سلوكا لا مهنيا لدى إحدى الصحافيات الشابات حديثات العهد بالصحافة تمنيت أن أقول لهن ليس المهم أبدا أن تكون لدينا صحفية ناجحة لكن المهم أن تكون لدينا صحفيات يحظين بقبول الناس فنحن قبل إن نمتهن رفقة القلم فإن لدينا ضميراً أخلاقياً يحتم علينا مساعدة الناس واحترامهم المطلق .. أخلاقيات مهنة الصحافة لا يعرفها بعض الصحافيين والأكيد أن بعض الصحافيات اللواتي دخلن مجال الصحافة حديثا لا يعرفن هذه الأخلاقيات ولا يحرصن على الالتزام بها والمسؤولية لا تقع عليهن ولكن على بعض الصحف التي تعطيهن حجما اكبر بكثير من الحجم الحقيقي لمهاراتهن من الواضح أن بعض المؤسسات الصحافية حين تتقدم لها الفتاة لتلتحق بالعمل بها فإنها لا تنظر إلى مستوى التعليم ولا تخضعها لاختبارات اللباقة والتعامل مع الآخرين فقط يهمها أن تجد فتاة تحضر المناسبات الاجتماعية والثقافية النسائية لتغطيها صحافيا . لن أتحدث عن غياب ميثاق الشرف لدينا ففي أسبانيا مثلا يغيب قانون منظم لمهنة الصحافي، التي يقتصر تنظيمها على الفصل 20 من الدستور الأسباني الذي أقر سنة 1978 إثر سقوط نظام الجنرال فرانكو وقيام الديمقراطية في أسبانيا. القانون لديهم لا يعترف بقاعدة احترام السر المهني. والمعروف أن أول مواثيق شرف صحفية تم وضعها في الربع الأول من القرن العشرين، وانه لا يوجد مواثيق شرف صحفية في كثير من الدول منها الولاياتالمتحدة، ولكن يوجد ما يسمى إعلان المبادئ . والحمد لله فانه لا يوجد لدينا مواثيق شرف صحفية ولا إعلان مبادئ ربما لأننا وبفضل من الله نؤمن بان أخلاقيات مهنة الصحافة لا تأتي من مواثيق شرف، بل تنبع من ضمير الصحفي !! وهنا النقطة الأساسية ..الضمير ..وأعني هنا الضمير المهني والذي هو جزء من الضمير الإنساني حيث لا ينفصلان فليس من المعقول أن يكون لدى الصحافي ضمير ولكنه لا يتعامل وفق ضمير مهني حي مثله مثل التاجر الغشاش والمعلم الكاذب وغيرها من المهن فالمهني هو إنسان قبل كل شيء وأخلاقيات المهنة هي جزء كبير من أخلاقيات الإنسان نفسه والمبادئ واحدة لا تتغير.. الحق والخير والعدالة وغيرها من القيم هي قيم الإنسان نفسه يعكسها على مهنته لذلك حينما نرى مشهدا لسلوك مهني سيئ لصحافي فهو ينم عن سلوك يمارسه في حياته لأنه اعتاده .. لطالما هذبنا أنفسنا منذ دخول عالم الصحافة قبل سنوات طوال بأن النجومية لا تدوم وان القارئ هو النجم الذي لا يغيب فياليت أن بعض صحافيات اليوم يدركن أننا قبل أن نكون زميلات فنحن قراء .. وللقارئ تقديره الذي لا ينتهي أبدا .