تعالت أعمدة الصحافة المحلية على مناقشة إجازة إنشاء دور للعرض في بلادنا وقال البعض إنها لن تنجح استثمارياً بسبب وجود الفضائيات وأجهزة الفيديو التي أتاحت للمشاهد اختيار الأفلام ومشاهدتها في المنزل أو الاستراحة في عزلة وخصوصية. وأقول إن هذا الاعتقاد غير صحيح. فدور السينما ثقافة بحد ذاتها والغربيون وخصوصاً العامة منهم لم يطلعوا على التاريخ العسكري للحربين الماضيتين إلا من خلال شاشات العرض الكبيرة. وفي دار كبيرة تعلن عن القادم من الأفلام، مما يتيح للراغب اختيار الوقت ومشاهدة العرض دون فواصل إعلانية إلا اعلانات عن الإيسكريم الذي يباع أثناء فترة الاستراحة في مقصف الدار. ويأتي الاعلان فقط أثناء الاستراحة، وليس أثناء عرض الفيلم. الغربيون تزاحموا على «وداعاً للسلاح» واصطفوا أرتالاً كي يشاهدوا «جسر فوق نهر كواى». وتمثل عادة الذهاب إلى السينما مرة في الأسبوع الفرصة الملائمة والمناسبة لالتقاء الأسر بعيداً عن رتابة المنزل وسأم الحديث الممل. وسبباً مباشراً للازدياد من المعرفة وامتلاك زمام الحديث عندما تحل المناسبة. الإنجليز يسمون السينما «بكتشرز» PICTURES . والأمريكيون والكنديون يسمونها «موفى» MOVIE . والمصريون «سيما» ومجمع اللغة العربية سماها «دار الخيالهة»...! أذكر ما قيل عن عمال شركة أرامكو في الخمسينيات الميلادية بأنهم يذهبون بحراً إلى البحرين في إجازات نهاية الأسبوع لمشاهدة السينما. وإذا أخذوا إجازاتهم الطويلة وجاءوا إلى مدنهم وقراهم تحدثوا عن «أسمهان» و «يوسف وهبي» و «ليلى مراد» وفيلم عنتر وعبلة. يصبحون في مدنهم في نجد من ذوي الثقافة ويزدادون شهرة في المجالس.