اعتقلت قوات الحرس الثوري والأمن الإيراني "16" أحوازياً من أهل السّنة على أثر ارتدائهم الزي العربي وأداء الصلاة جماعة في مزرعة قريبة لبلدة شيبان شمال شرق الأحواز العاصمة. وأكدت أمس حركة النضال العربي لتحرير الأحواز "أحوازنا" في بيان صحافي زودت "الرياض" بنسخة من البيان أن قوات من الأمن والحرس الثوري هاجمت جمعا من أبناء أهل السّنة والجماعة أثناء أدائهم لصلاة الجماعة في مزرعة قريبة لبلدة شيبان بعد ظهر يوم الأربعاء. وأضافت بأن الأحوازيين كانوا كذلك يرتدون الزي العربي ويؤدون الصلاة في مزرعة بعيداً عن الأنظار خوفاً من سلطات الاحتلال الفارسي، وقامت قوات الاحتلال باعتقال "16" شخصاً أحوازياً بطريقة همجية واعتدت عليهم ثم نقلتهم لمكان مجهول. ولفتت الحركة بأن السلطات الفارسية تمارس الضغوط على كل من يخالف توجهاتها الفكرية أو سياستها الرامية للنيل من الشعب الأحوازي، كما أنها تستخدم الاعتقالات العشوائية والأحكام الجائرة وسيلة لقمع الشعب الأحوازي واضطهاده. وتواصل قوات الاحتلال الفارسي تضييق الخناق على أهالي الأحواز، حيث يتعرضون لمضايقات أمنية من قبل المخابرات الفارسية والأمن واعتقلت عددا منهم، كما قامت بأخذ تعهدات خطية حتى لا يقوموا بأي تحرك تعتبره الدولة الفارسية معادياً لها مع الانتخابات البرلمانية ومجلس خبراء القيادة في الدولة الإيرانية. وقالت حركة النضال العربي لتحرير الأحواز إن حملة المضايقات ستستمر لحين انتهاء "مسرحية" الانتخابات في الدولة الفارسية والمناطق الواقعة تحت احتلالها وقد تطول أكثر من هذه الفترة. وأضافت بأن العقيد المستوطن سيد محمد صالحي نائب القائد لقوات الأمن في شمال الأحواز صرح على هامش اجتماع تنسيقي عقد في مدينة عبادان بحضور قادة أمنيين وعسكريين بأن قوات الأمن ستخلق بيئة أمنية مناسبة لإجراء الانتخابات، واعتبر هذه الفترة أكبر مناورات عسكرية وأمنية بالنسبة لهم. من جهة أخرى، دعت القوى الأحوازية الشعب العربي الأحوازي إلى مقاطعة ما أسمتها "مهزلة الانتخابات الإيرانية"، وذلك في بيان حصلت "الرياض" على نسخة منه. وقالت القوى في البيان، "لا شكّ أنكم تلمسون يوميّاً مرارة احتلال الدولة الفارسيّة وجرائمها واضطهادها لكم، ومع أنكم تعانون في كل أسبوع من قتلها وإعداماتها واستيطانها وعنصريّتها ونهبها لثرواتكم من النفط والغاز والمياه والمعادن، وتلويثها المتعمّد لبيئتكم وتوسيع البطالة في أوساطكم، لكن هذه الدولة المارقة وبمنتهى البجاحة، تسعى إلى إقحامكم في وسط ألاعيبها ومناوراتها وجرائمها، وتطلب منكم المشاركة في مشروعاتها الإجرامية التي تهدف من ورائها تثبيت وجودها على أرضنا وتكريس احتلالها لها وتثبيت كيانها الاحتلالي الباطل والمتخلف باسمكم وبآرائكم وبأصواتكم واقتراعكم". وأضاف البيان، "إنّ لعبة الانتخابات التي يسيّرها الاحتلال هذه الأيام لمجالسه التابعة لقرارات الطاغية خامنئي وكما فعل حتى الآن هي لتشكيل مجالسه الخاصة بالسلطة وذلك لتشريع وتصويب المواد القانونية التي تخدم مصالحه وتقنن جرائمه وليست لخدمتكم ولمستقبل أطفالكم، أما مندوبو الاحتلال في هذه المؤسّسات من أي قوم كانوا، هم عناصر الاحتلال الملوثة أياديهم بالجرائم والقتل والتجويع والمشاركون في اضطهادكم والاتجار بدماء أبنائكم، وهم مجموعة من الباحثين عن فرص للنهب والمناصب على حسابكم". ولا يمكن أن تتماشى مصلحة شعبنا العربي الأحوازي الباسل مع مصالح مرشحي المُحتلّ ولا مؤسّساته الإجراميّة نظراً لاحتلاله دولتنا العربية الأحوازية وقهره لشعبنا الأبيّ على أرضه، وعليه فإنّ كلّ ما يصدر من الاحتلال غير المشروع على أرضنا هو باطل وعار عن الشرعيّة. ولا تعنينا لا القوانين الإيرانيّة ولا دستورها المزيّف، ولا تمت بصلة إلى تطلعات شعبنا نحو الحريّة والاستقلال بعيداً عن كافة أشكال التسلّط الأجنبي. وأكدت القوى الأحوازية أن القوانين الإيرانية تمثل قوانين المحتل، وإرادته وليس إرادة شعب الأحواز، ما يعني أنّ أي مشاركة وأي مساندة في هذه الإجراءات غير القانونيّة، يراد بها شرعنة احتلاله وإضعاف قدرات شعب الأحواز النضاليّة وزعزعة مقاومتهم وصمودهم الأسطوري وضرب قواهم الوطنيّة، لذا يتوجّب مقاطعة كافة أشكال الانتخابات المتعلقة بالدولة الفارسيّة المحتلة، والتصدّي لها ولكل المتعاونين مع المحتل سواء أكانوا من الفرس أم غيرهم من العملاء والمرتزقة، فهُم لا يختلفون في خدماتهم للاحتلال ومعاداتهم لطموحاتكم للتحرير، أمّا العرب على وجه الخصوص من الذين يروّجون لهذه الانتخابات الزائفة والباطلة، فهم مجرّد أدوات يستغلهم المحتل وتعدّ جريمتهم مضاعفة بوقوفهم إلى جانب الجاني وقاتل صفوة أبناء شعب الأحواز. وبالاستناد إلى ما تقدّم، وانطلاقا من واجباتها الوطنيّة والثوريّة، فإنّ كافة القوى الوطنية الأحوازية، وفي الوقت الذي تدعو فيه شعبنا العربي الأحوازي المغوار إلى ضرورة مقاطعة هذه الانتخابات، فإنها تحذر أصحاب النفوس المريضة والانتهازيين من عملاء الاحتلال من التدخل بالتهديد والترهيب ضد المواطنين الأحوازيين، ولا شكّ أنّ شعبنا الأبيّ لن يغفر لمن يغدر بثورتنا ونضالنا ويحاول عرقلة مسيرة شعبنا النضاليّة، وعلى كل من تسوّل له نفسه خدمة الاحتلال أن يعيد حساباته والوقوف إلى جانب أبناء جلدته والكف عن أي شكل من أشكال التعامل مع المحتل، وإلا فإنّ شعبنا العربي الأحوازي سيحمّلهم نتائج أعمالهم المشينة تجاه شعبهم مستقبلاً.