أخبروا ذلك الوطن بأنهُ لو كان خالياً من الحياة لجعلته يحيا من جديد.. علموه بأن الإقدام مهم تخطَت عتباته ستَتَعرقل في طُرقاتها.. ولو صرخَ مُستغيثاً بنا لقدمنا أرواحنا بلا مُقابل وبلا ثمنّ.. هناك من ماتوا دفاعاً عنه ونالوا شرف الجنازةِ وبالعزة اندفنّ.. ومنهم من يولدُ كي يحميه.. حتى ولو طال الزمنّ! أتسألوني ماهو الوَطَن؟ هو الملاذ هو صِمَامُ الأمنّ هو الصُبح هو الفرح هو الذي وقته لم يئنّ كي يستسلم للجرح.. أذكر مرةً أستيقظت ُ من مكاني ضجِرة كُنت أُريد مكاناً آخر وبشراً آخرين وما أن تخطَت قدماي ذلك المكان.. ثار الجسدُ شوقاً لها ولمن لسواها أَحنَّ؟ اشتقتُ لغروبها ولنشوة شروقها لظلامها الأنيق لضوضَاء شوارعها لتُربتها الذهبية لأحلامي المُعلقة على جُدرانها لنجومها لطالما ظننتها الماساً معلقاً على سمائها لأرضها التي لطالما كانت بدايتها لخطواتي.. لوجوه الغرباء التي لم تُخفيني قطّ لطهارة سُكانها لصخبها لغضبها لنصرها.. أعترف بأن مكاني ثائر لا ينتظر يأبى الظُلم بكُل مكان ويُريد للنَصْر أن يَنتصِر! لم يعش أنانياً وأبَى للظُلم أن ينتشر أرتجى السلام ثم السلام ثم السلام ولازال يتمسك بالصبر.. لكن سأقول لك مراراً أياك وطنّي أن تذبل أياك أن تفقِد الأمل أياك أياك أن تموت أفني عُمري لك ولا أرى هذه اللحظة! أتسألوني من الوَطَن؟ روحي وَطَن عقلي وَطَن حتى أنفاسي وَطَن وهو من لحواسي أحتَضنّ من الوَطَن؟ صورةً عالقة من الميلاد إلى الكَفَنّ!