كان الناس في الأزمنة السابقة يذهبون إلى الحج فينقطع اتصالهم بأهاليهم فلا يعلمون شيئاً عن أحوالهم حتى يعود الحجاج إلى ديارهم وكانت مدة الذهاب والإياب طويلة جداً بحكم وسائل المواصلات الوحيدة والمتوافرة في تلك الأزمان وهي الإبل، وعلى ذلك فقد يحدث أن يمرض أحد الحجاج أثناء الطريق أو في الحج وربما مات ولم يعلم أهله إلا بعد مدة طويلة، ونجد في ديوان الشاعر المعروف إبراهيم العريفي أن محمد بن إبراهيم العريفي ذهب إلى مكةالمكرمة حاجاً فأصيب بمرض أدى إلى وفاته هناك فقال أخوه سعد بن إبراهيم العريفي هذه الأبيات في رثائه: قالوا بريت وقلت بري الندمية يا كيف اببري والحشا له تواهيج قلبي تلظى واشفة الكبد ضمية كني على مله ونومي سواهيج ياونتي ونة ربيط العجمية عليك يا زين الركاب الهجاهيج حطوه في قبر توالي الحرمية وهدوا عليه من اللحود الدماليج يا ليت في غصن الصبا ما انحطمية قد شاع ذكره بالحسا والافاليج عليك زينات العراويج ضميه وعليك صبيان العرافا مخاليج