تزدهر في بريطانيا الدورات الخاصة بتعليم قواعد الذوق أو ما يسمى بالاتيكيت بالنسبة للرجال. وعلى سبيل المثال تجد مجموعة من الشباب يتجولون في الغرفة وهم يحملون كتبا على رؤوسهم وترتسم على وجوههم علامات التركيز الشديد بينما يتحركون حول المواقد والاثاث الاثري في قلعة استكتلندية.. ومن الواضح أن الهدف هو أن تظل الكتب مستقرة على رؤوسهم كي يعتادوا المشي مستقيمي الظهر. وبدت ديانا ماثر (58 عاما) فخورة وسعيدة بتقدم تلاميذها. وديانا هي راقصة سابقة ومستشارة شخصية وقد بدأت مؤخرا فقط في تنظيم أول دورة خاصة بفن الاتيكيت للرجال في انجلترا. لقد توارت قواعد الاتيكيت والوقار في عصر الهواتف النقالة والاطعمة السريعة والعائلات المفككة. وتقول ماثر «لكن كثيرا من الناس يريدون أن يظهروا أفضل مالديهم» وهذا بالنسبة للرجال والنساء على حد سواء. إن حمل الكتب على الرؤوس هو تدريب إجباري للمبتدئين.ولكن مع انقضاء عهد المدارس الداخلية للبنات اختفت أيضا فصول تعليم الاتيكيت والوقار.ولكن ماحدث هو أنه في مملكة كبريطانيا حيث يتوقع من المرء أن يراعي قواعد الاتيكيت في كل مكان وليس فقط في سباق الخيل الملكي (رويال أسكوت) أغلقت فصول التهذيب والاتيكيت وتحولت إلى شركات أعمال أو مدارس للسكرتارية. ونادرا في هذه الايام أن يهتم أحد بتعليم آداب المائدة أو الحديث أوالرقص. بل وصل الامر إلى درجة أن الامهات الحصيفات الراغبات في تعليم بناتهن تلك المهارات يضطررن إلى إرسال البنات إلى مدارس متخصصة في سويسرا. ولكن هناك بارقة أمل..إذ أن قلة قليلة..من بينها صحيفة الايكونوميست ترى أن الكيل قد طفح.. ويبدو أن هذا الاتجاه يسير الان في الطريق العكسي.وهكذا أصبحت كتب الاتيكيت تلقى رواجا حتى أن الارفف خلت منها.وكانت ديانا ماثر وبيني إدج قد بدأت في شهر آذار/ مارس في دورة للبنات أعقبتها دورات للنساء في تموز/ يوليو وتعلم الطلاب قواعد السلوك مثل كيفية الخروج من السيارة مع الحفاظ على وضع الركبتين مضمومتين. لكن ماثر تقول إن الاكثر أهمية من ذلك هو الاعداد لمظاهر الحياة اليومية في القرن الحادي والعشرين.ومن ثم تركز دورات المحادثة على تعليم كيفية إبرام العقود وليس العثور على أزواج. بينما تركز فصول تعليم الطهو على احتياجات الطالب اليومية. وهناك فصول إضافية في الاسعافات الاولية والشطرنج.