يستميت البعض منا في البحث عن الترفيه في كل صوره في محاولة للخروج من روتين الحياة القاسي الذي يجهد الإنسان مع الوقت وإذا كان الترفيه مطلباً ضرورياً لنا، فيجب التعامل معه بشيء من العقلانية بعيداً عن الانغماس في تيار التقليد والمباهاة. من حق كل فرد العيش وفق متطلبات المستقبل ومسايرة التطور الذي يشهده عالمنا الحاضر، ولكن بشرط عدم الافراط والانجراف نحو هاوية الضياع من خلال الممارسات الخاطئة التي تحدث بفعل الاندفاع الزائد في تلك الممارسات ويحدث نتيجتها ضياع في الأموال والقيم ولا يقتصر تأثيرها على فرد بل تشمل المجتمع ككل. عندما يعيش أحد الأفراد في جو يتوفر فيه كل أنواع الترفيه عليه أن يدرك كيفية أن يستفيد من هذا الجانب بحيث تزيد من وعيه وخبرته، بدلاً من أن تبرز نواح شكلية ومظاهر كاذبة تزول مع الوقت ويخسر الرموز الحقيقية التي تجعله يتعاطى مع متطلبات العصر باسلوب صحيح، لذلك هناك توفير الأشياء الضرورية أهم الأولويات، ومن ثم البحث عن وسائل الترفيه حسب الامكانات المتاحة، وما نلاحظه عند البعض من تحمل الأعباء الكثيرة عن طريق الاقتراض وما ينتج عنه من سلبية في مواجهة المتطلبات الاساسية مع الوقت كل هذا يحدث بسبب عدم التخطيط السليم أي أن الأمور تسير وفق ما تقتضيه الحال وبصورة أدق يعتمد على مزاجية العائلة التي غالبا ما تبحث عن التقليد ومباهاة الغير على حساب قلة امكانات البعض والأمثلة كثيرة ولكن إذا أخذنا مسألة السفر كمثال نلاحظ مدى تأثيره على الكثير الذي يأتي عند البعض منا دون تخطيط مسبق، منها عدم الإعداد الجيد، وكذلك تقدير المدة التي سوف نقضيها في السفر إلى حصر السفر على جوانب بسيطة معتمدة على تغيير الجو دون الاستفادة من ثقافة البلد المزار أي البعض يقتصر تفكيره فقط في البحث عن الترفيه المشروع أو غير المشروع أو ينحصر في عملية الشراء التي تبرز عند النساء بشكل اساسي وتضيع الأموال في مظاهر شكلية زائفة يتحملها كاهل البعض منا. ان الترفيه يجب أن يكون مبنياً على حساب امكاناتنا وقدراتنا وفق إعداد مسبق، كل هذا سوف يجعلنا نتعامل مع الواقع بوعي ولا نتسبب في إهدار المادة الذي ينعكس وبشكل سلبي على اقتصاد البلد ويكفي فقط عند مقارنة بين الذين يقضون اجازتهم خارج الوطن وما يحملونه معهم من المال وكذلك تحويلات العمالة لتخرج لدينا أرقام رهيبة تستنزف اقتصاد الوطن. ويسأل البعض عن الحلول لمعالجة ذلك؟.. أقول علينا أن ندرك الترفيه مطلوب ولكن كما ذكرنا سابق الأبد أن يكون في حدود الامكانية المتاحة لكي نرتقي إلى التعامل بوعي كاف يساعد على حفظ الأموال وعدم هدرها إلا في أشياء تعود علينا وعلى وطننا بالنفع، ونعطي أيضاً لأجيالنا مثالاً على ذلك حتى يسيروا عليه.