تمثل المملكة فرصة واعدة لنمو خدمة طلب الطعام عبر الإنترنت، وذلك لتميزها بقاعدة سكانية كبيرة من الشباب، وخدمة الإنترنت السريعة والعالية الجودة، وتوفر الهواتف الذكية بشكل واسع، ومعدلات دخل الفرد، وارتفاع استهلاك المواد الغذائية، والتي تشكل في مجملها مكونات مثالية تضع المملكة في موقع ريادي في قطاع تسليم طلبيات الطعام عبر الانترنت في المنطقة. وعلى الرغم من عدم انتشار هذه الخدمة لدى شريحة كبيرة من الناس حول هذا القطاع، الا ان السوق السعودي مهيأ للتحول إلى سوق التجارة عبر الانترنت، وذلك في وقت زمني ليس بالبعيد، وبعد أن أحدثت الإنترنت ثورة في العديد من الصناعات، حيث قربت المستهلكين أكثر الى العلامات التجارية المفضلة لديهم، على سبيل المثال القطاعات المالية وقطاعات البيع بالتجزئة والأزياء وقطاع الأغذية، ومن المؤكد فإن قطاع الأغذية كان الأكثر لفتا للأنظار، وقد تم استثمار أكثر من مليار دولار في هذا القطاع من مطلع العام، مقارنة ببضع عشرات الملايين في العام الماضي وهذا النوع من النمو لا يتكرر في معظم الأحيان. ويأتي طلب الطعام عبر الانترنت كابتكار حديث نوعا ما في صناعة الأغذية والمطاعم، وهو يعتمد على قدرة التقنيات الجديدة واستغلالها لتوفير الراحة للمستهلكين، وهذا بدوره يتيح للمستهلكين الحصول على الوجبة المفضلة من المطاعم المفضلة لديهم بكبسة زر بعيدًا عن رنين الهواتف المزعجة، أو الانتظار على الهاتف لفترات طويلة أو انشغال الخطوط دوماً وبالتالي تفادياً لسوء الفهم والأخطاء في الطلبية نفسها. وبالنسبة للحال في هذه البقعة من العالم فإن الصورة تصبح أكثر اهتماما، وكانت إحدى الشركات العالمية في مجال طلب الطعام عبر الانترنت، سباقة في اغتنام هذه الفرصة، حيث قامت بمباشرة عملياتها في منطقة الشرق الأوسط في العام 2013، ووضعت السوق السعودي على قائمة أولوياتها، ويتوقع ان يستمر النمو في مجال طلب الطعام عبر الانترنت في الصعود دون تراجع، ليصبح ربما الأسرع نموًا على الاطلاق في مجال التجارة الالكترونية. ومن المؤكد ايضاً أن المملكة العربية السعودية ستكون في طليعة هذه الثورة، وسيتطور قطاع طلب الطعام عبر الانترنت بشكل كبير وسريع جداً ليصبح الوسيلة المعتمدة مقارنة مع الطلب عبر الهاتف والوسائل الأخرى.