اقتصت وزارة الداخلية لدم كل شهيد صباح الأمس من خلال تنفيذ حكم القصاص بحق 47 ارهابيا والذين يمثلون الدفعة الأولى من المحكوم عليهم بالقصاص جراء ما ارتكبوه من مجازر دموية وزعزعة للأمن والاستقرار والافتئات على ولي الأمر، وجاء تنفيذ الحكم بعدالة وشرعية مستندة على الدستور الأساسي للمملكة وهو القرآن والسنة، لتنال بذلك من كل ارهابي ازهق أرواح الأبرياء والأطفال والنساء واستهدف بيوت الله والتجمعات الآمنة وانتهك الحرمات دون وجه حق. كما أن القضاء في المملكة يستمد أحكامه من الشريعة الإسلامية ويقف بحزم وعدل في وجه كل مفسد وعابث بأمن البلاد تحقيقا للعدالة وتعظيما لحق الأنفس المعصومة التي جاءت الشريعة بحفظها والتشنيع على من استهان بها. محطات تنفيذ الحكم وقال ل"الرياض" الشيخ عبدالعزيز المهنا -قاضي استئناف سابق ومحامٍ- :ان الدولة تنفذ أحكام القضاء، والكلمة الأولى والفصل للقضاء وأحكامه، وهذه الأحكام صدرت من القضاء الابتدائي ثم من قضاء الاستئناف ثم قضاء المحكمة العليا، فكل شخص تم تطبيق الحكم القضائي عليه، معنى ذلك أن هذا الحكم صودق عليه من قبل 13 قاضيا والدولة لا يسعها إلا تنفيذ أحكام القضاء. وأبان أن كل حكم فيه اتلاف للنفس أو لعضو من أعضاء الانسان أو أي منفعة من منافع الانسان فهذا لابد أن يتم الحكم به من قبل 13 قاضيا على اختلاف درجاتهم، فيلاحظ أن قضاة المحكمة العليا بمرتبة رئيس محكمة استئناف وقضاة الاستئناف بمرتبة قاضي استئناف وقضاة المحاكم الابتدائية والعامة بدرجات مختلفة من درجات التقاضي. سيادة لا تمس وأكد أن الحكم استفرغ كامل درجات التقاضي والطرف الآخر قد مكن من الدفاع عن نفسه وإحضار وكيل له، وتقديم لوائح الاعتراض، ومع ذلك صدرت تلك الأحكام بما واجهته وموكله. ونفى أن يكون تنفيذ هذه الأحكام بشكل جماعي تجاوزا لأي حق من حقوق الإنسان، مبينا أنه لو رجعنا إلى أساس القضايا المقامة لوجدنا أنها أقيمت على عدد أكبر من هؤلاء الذين نفذت عليهم الأحكام صباح الأمس، ومع ذلك الأحكام القضائية اقتصرت على الأشخاص الذين ثبت من جرائمهم وجوب انفاذ حكم الله فيهم وقتلهم. وحول نظرة المجتمع الدولي زاد الشيخ المهنا ان المجتمع الدولي كثير من دوله تنفذ أحكام الإعدام، كما أن المجتمع الدولي ليس على منهج واحد وإنما لكل دولة سيادتها، والأحكام التي تطبق فيها، والقضاء مستقل ولا يحق لأي شخص التشكيك فيه أو المساس باستقلاليته. جزاء رادع هذا ومنذ عام 2003 تقوم المملكة عبر أجهزتها الأمنية بالتصدي لأعمال التنظيمات الإرهابية، وقامت خلال الأعوام ال12 الماضية بمواجهة خطرها، وقد كررت المملكة تجربة الملك خالد بن عبدالعزيز - رحمه الله - بعد القبض على رموز فتنة جهيمان، حيث تم تنفيذ حكم القتل في يوم واحد في نحو 60 رجلا ممن قبض عليهم في الحرم المكي في عدد من مدن المملكة، وذلك تحقيقا لردع أكبر لكل من تسول له نفسه الانضمام للفئات الضالة والمساس بالأمن. كما أن القضاة في المملكة يبنون أحكامهم بعد دراسة مستفيضة لحد القضية وتبعاتها وآثارها والجرم الذي تم اقترافه، ولا شك أن المقدمين على أعمال إرهابية وأراقوا دماء المعصومين فإن تنفيذ حكم القتل ردع بحكم كتاب الله وتنفيذ لسنة الرسول وإنقاذ لحياة المجتمع. وقد شهدت المملكة وقوع 124 عملية إرهابية منذ 2003م راح ضحيتها 100 شخص من المواطنين والمقيمين، فيما أصيب 569، ونجحت الأجهزة الأمنية في إحباط أكثر من 250 عملية إرهابية كان قد خُطط لتنفيذها في عدد من مناطق المملكة، وذلك عبر ضربات استباقية لقوات الأمن، كما استشهد خلال مواجهة تلك العناصر الإرهابية 71 رجل أمن وأصيب 407 اخرون، فيما قتل رجال الأمن أكثر من 176 من العناصر الإرهابية. أبرز أدوار الإرهابيين وتعد أبرز الأدوار والجرائم التي قام المدانون بها إنشاء خلايا إرهابية داخل المملكة تابعة لتنظيم القاعدة الإرهابي والسعي إلى إسقاط حكومة المملكة ونظام الحكم فيها وإقامة دولة بديلة لها، والتخطيط لاستهداف محطات كهرباء ونفط في إحدى الدول الأجنبية بواسطة اختطاف الطائرات، والتخطيط لاستهداف مستأمنين داخل المملكة وباخرة دولة أجنبية في دولة خليجية، والتخطيط لاغتيال شخصين من كبار رجال الدولة والشروع في تفجير سفارات دول أجنبية، ومبان أمنية وذلك بتجهيزه أعضاء التنظيم الإرهابي لسبع سيارات مفخخة من أجل ذلك، والتخطيط لضرب طائرات بإحدى القواعد الجوية العسكرية ومواكب رسمية، والتخطيط والتنفيذ لأعمال إرهابية في المملكة شملت قتل رجال الأمن والمستأمنين والأبرياء من المواطنين والمقيمين، وتمويل الإرهاب والعمليات الإرهابية والتجنيد، وتصنيع المتفجرات وتهريب وحيازة كمية كبيرة من الأسلحة والذخائر لأنواع مختلفة من الأسلحة العسكرية. إرهابيو العوامية وتمثل أبرز أدوار إرهابيي العوامية في السعي والتحريض، والإخلال بالوحدة الوطنية وإثارة الفتنة الطائفية وإطلاق عبارات السب والتجريح في أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم، ممن سبقت لهم الحسنى والشهادة لهم بالجنة والتدخل في شؤون دولة شقيقة عبر التحريض من داخل المملكة على ارتكاب جرائم إرهابية فيها وإثارة الشغب وإذكاء الفتنة الطائفية وزعزعة أمنها، والشروع في قتل رجال الأمن بإطلاق النار عليهم وقذفهم بالقنابل الحارقة وتنفيذ عمليات سلب وسطو مسلحة. والتخطيط لتفجير مركز شرطة العوامية، بإلاضافة لقتلهم عددا من رجال الأمن.