للحكمة مساحة في الشعر الشعبي جديرة بالوقوف عندها واستلهام معانيها فهي نبراس الحياة وفيها الكثير من المعاني الجذلة.يقول راشد الخلاوي: اسمع هديت وخصك الله بالرضا وأعطاك رأي وأسعد الرأي صايبه ترى سيد الأحكام ما كان مرتضى ومن يرتضى شيء ويهواه فاز به وترى أبوك ساعات الفتى ما به وما فات مات وساعة الطيب غايبه والى ضاع عمر المرء في ليت أوعسى فكثير التمني ما بني بيت صاحبه ويقول الخلاوي أيضاً: من عود العين الرقاد تعودت ومن عود العين المساري تعاود نعد الليالي والليالي تعدنا والعمر يفنى واليالي بزايد ولنا أن نتساءل من يعد الآخر ومن يحسب حساب للآخر فالبيت الأخير يشكل قصيدة بذاتها ويقول الخلاوي أيضاً: أغنم متى لاحت من العمر فرصة وإن هب نسناس فإذرف سواسبه وترا شور من لا يستشيرونه الملا شمعة نهار في ضياء الشمس ذايبه ومن عاب شخص قبل يبصر بنفسه يرى فيه مالا ينحصر من معاليبه وقوله: مقام الفتى في منصب العز ساعة ولا ألف عام صحب الذل صاحبه وقوله في حق الجوار: وللجار حق قاله الله في السماء وللجار أدى صفوة الله واجبه وقال الشاعر مبارك بن أمويم الدوسري: إن عضتك الأيام في حد نابها تجلد بالعزم لا تكون ضجور واللي رموك أعداك بأكبر من الحصى زلزل عليهم إن قويت صخور وكثير من الناس تحسبهم أصحاب وأصدقاء إذا كانت الحياة مقبلة عليك فإذا ما أدبرت الدنيا عنك أداروا لك ظهورهم وكأنك لم تكن لهم يوماً صاحباً وخليلاً.. يقول عبدالله بن عبار العنزي: من لا يفيدك بالسنين الصعيبات خله على مجراه واقطع عقاله صلب عليه وسجله ضمن الأموات يحسب على جدك بالأنساب عاله فما أجمل الحياة إلى جانب الرجال الأجواد الكرماء أصحاب الوجوه السمحة الذين يوفون العهد ويصدقون القول.. قال محمد بن مهادي: الأجواد إن قاربتهم ما تملهم والأنذال وإن قاربتهم عفت ما بها الأجواد إن قالوا حديث وفو به والأنذال منطوق الحكايا أكذوبها الأجواد مثل العد من ورده روى والأنذال لا تسقى ولا ينسقا بها ويقول الشاعر محمد عبدالله القاضي: الصبر محمود العواقب أفعاله والعقل أشرف ما تحلت به الحال والصمت به سر سعد من يناله والهذر شر وشوم وغربال واشر آفات الفتى البخل بما له وآشر منه المطل في كل قال والرجل بالواجب لسانه عقاله إلى قال علم تم لوحال به حال وقال أيضاً: إلى أبصرت بالدنيا تكدر لي الصافي تعذر زماني ما حصل صاحب صافي أفيض عليه ما لتج بالحشاء وكل شعيب له مفيض ومعطافي ومن عاش ما له فيز مانه منادم تجرهم عمى رايه على جرف مهيافي ومن عاش يزرع بالتمني رياضة يحصد الهوى وقوافي الغبن يستافي ويقول الشاعر محمد بن حمد الماضي أن الحذر لا يفيد ساعة القضاء فما كُتب على الجبين لازم تشوفه العين: رأي تحكم به إلى يبست الشفا تنال غايات عن الغير نايده وترى الحذر ما ينجيك من نافذ القضا وما كتب لك ما عنه النفس شاردة ولا تنقضي الحاجات إلا بكتمها وإن ضاعت الفرصة فلا هيب عايدة وللحكمة في شعر ابن لعبون عنوان عريض ومساحة تضيء مسارب القصيد فهو قد طرز شعره بالكثير من الحكم.. يقول في احدى قصائده: أرى الدار ما توفي مواضي وعودها ولا عادها اللي كان فيها يعودها وأرى الدار لي غدارةٍ تمنع الوفا غرورٍ ما مضى من عهودها لك الله ما تبقى على حال واحد ولا ينعرض صطاتها من سعودها شقاها على طول الليالي ملازم والإسعاف ما تبقي على ما يفودها هي العلة الصما هي المحنة التي تحير النواظر في معاني ركودها ألا يا عزيم صار فيها مولع دع الدار تفعل ما تشا من حقودها إلى أقبل سعدها قابلة ضد ما بها من السود انحوس الليالي وكودها ولا تأمن من الصطات فيها فكم لها تجاوز عن العادات مجرى حدودها تساعد بها من ساعفت له ولا بقت على حالة شاف الطنا من كمودها فكم حاذق ما نال فيها مراده ولا طاوعت له في مجاري سنودها وكم ضاقت الحيلات فيها على الذي نشا ما نشا فيما نشابه حسودها وكم طاوعت من لالها فيه صالح جبان وترخص ما غلا من نقودها فيا لله علام الظواهر وما خفي وما حل باضمار الليالي وسودها ينصاك من لا يقدر اليوم حيله ولا به على صكات بقعا ردودها رجا منك تفريج لما حل بالحشا بحالات عسرات تشعب عدودها