حلم أي دكتاتور هو أن يمتلك ريموت كنترول يتحكم بعقول الناس.. حلم كل طاغية أن يقرأ أفكار البشر (عن بعد) ويعرف نواياهم قبل تحركاتهم.. أما أعظم وأنظف سلاح قد يخترعه البشر فهو تنويم الأعداء (عن بعد) بطريقة مغناطيسية هادئة.. فكما يمكن لبعض الأطباء النفسيين إدخال مرضاهم في حالة تنويم مغناطيسي والإيحاء إليهم إيجابا تخيل وجود قمر اصطناعي يبث ذبذبات تسيطر على جنود العدو بشكل جماعي أو محدود.. أما في زمن السلم فيمكن توجيه هذه التقنية للسيطرة على الشعوب المسالمة أو التحكم بالأعضاء البارزين في الحكومات المنافسة ! وأنا هنا لا أتحدث من فراغ ولا أناقش نظرية خارقة كون روسيا وأميركا كانتا قد تبنتا زمن الحرب الباردة مشروعات نفسية كهذه للسيطرة على عقول الآخرين والتحكم بهم عن بعد. فقد بدأت المخابرات الاميركية بمشروع يدعى سكينيت وانتهت بمشروع يدعى ستارجيت في حين لم يتضح شيء عن المشروعات التالية لعام 2001.. أما في روسيا فقد بدأت التجارب على يد العالم الشهير فسييليف الذي كان يرى ان الاضطرابات النفسية تعود الى تداخل أو اختلال موجات المخ المغناطيسية. وبرصد الذبذبات المناسبة ابتكر فسييليف من معهد ستالينجراد للطب النفسي تقنيات تؤثر عن بعد في أدمغة المنشقين وتدفعهم للانتحار او قتل رؤسائهم في الدول الأخرى ! ورغم عدم تأكدي من المستوى الذي وصلت إليه حاليا تجارب المخابرات في البلدين؛ غير أن سجن الكازار في كاليفورنيا عمد مؤخرا الى زرع شرائح لاسلكية في أذرع السجناء الخطرين لتحديد مواقعهم وشل حركتهم إن لزم الأمر.. كما يملك سلاح الجو الاميركى تقنيات للتحكم بالطيارين عن بعد وتوجيه أدمغتهم بطريقة مباشرة تضمن توحيد الجهد القتالي للفريق.. وكل من يقرأ كلاما كهذا يعتقد أنه من قبيل الفرضيات العلمية أو التقنيات المستقبلية، ولكنها في الحقيقة أفكار ظهرت ونفذت منذ عقد الستينيات الماضي.. ففي (الستينيات) اكتشف عالم النفس الكندي إيوون كمرون دور "التكرار" في بناء الشخصية والتصرفات العفوية.. فخلال بحثه عن طريقة لعلاج انفصام الشخصية اكتشف أن تكرار جمل وأوامر واضحة (من خلال تسجيل يوضع على الرأس) كفيل بغسل دماغ الانسان وتوجيهه نحو فعل معين.. فقد ألقى مثلا على مجموعة من المتطوعين جملة "التقط أي ورقة تراها على الأرض" لأربعة أيام متتالية. وفي اليوم الخامس أخذهم في جولة على شوارع مونتريال فبدأوا جميعهم بالتقاط الأوراق التي تصادفهم في الشارع! .. وقد لفتت تجاربه هذه انتباه المخابرات الأميركية فتعاقدت معه ومولت دراساته.. وهكذا أجرى كاميرون آلاف التجارب التي قصد منها غسل أدمغة الناس والإيحاء لهم بتنفيذ أوامر معينة.. واليوم هناك اعتقاد قوي بأن عددا كبيرا من الجواسيس والقتلة مثل جيمس راي (قاتل مارتين كنج)، ولي ازوالد (قاتل الرئيس كيندي)، وبشارة سرحان (قاتل روبرت كيندي)، وكاندي جونز (العميلة المبرمجة) مجرد روبوتات مبرمجة لتنفيذ أوامر جهات عليا..! .. وبناء عليه يمكن القول إن الخطوة التالية هي الانتقال من التجارب الفردية وتطبيق هذه الأفكار على نطاق جماعي وعالمي بحيث يمكن السيطرة (عن بعد) على شعوب بأكملها.. ومن يدري؛ لعل ذلك حدث بالفعل من خلال جهاز جذاب يقف خلفه خبراء النفس والإعلام يدعى (تلفزيون).. فمن يمسك الريموت..