ثمة مصطلح يطلقه العامة على الحريص على إنجاز عمله حتى لو بقى في مكتبه خارج الدوام، أو ذهب إلى عمله يومي العطلة. هذا المصطلح (وأعتذر عن الكلمة) هو «حمار شغل». وجاء ذكر ذلك الحيوان في التنزيل في اكثر من موضع، إحدى هذه الصفات أنه «زينة». ووصف الإنجليز والأمريكيون المدمن على الشغل بأنه «وركو هوليك» WORKO HOLIC على غرار مدمن المسكر والذي لا يستطيع الفكاك منه وهي كلمة «الكوهوليك» ALCOHOLIC. وكان اللاعب الانجليزي جورج بست الذي مات يوم الجمعة الماضي مدمن الكورة، ثم مدمن نساء ثم مدمن كحول حتى أصيبت الكبد بالتليف، فزرع كبداً جديدة واستمر على الكحول، كفانا الله وإياكم داء الإدمان. والادمان - لغةً - ليس بالضرورة بالعادة السيئة، فهو الاصرار على الاستمرار في شيء. أخلق بذي الصبر أن يحظى بحاجته ومدمن القرع للأبواب أن يلجا وعامية اللغة العربية منحت الحمار «الشغل» دون كلل أو ملل. لكنها أهملت صفة الصبر والاستمرار. ليت الموظف عندنا يفي بمهامه الضرورية الراهنة والمتبقية لأيام واسابيع وأشهر على مكتبه أو - ربما - في الجارور «الدرج». وتوضع المعاملات في الدرج لأكثر من سبب. إما لأنها تحظى بالاهتمام أو أنها مطلوب تعطيلها «برسم الدراسة» أو أن الموظف يرجو «العون» من صاحب المعاملة. هذا ما يراه المتأمل في الوضع الإداري في غالب الدوائر.