بعد مرور عامين تقريبا على الغزو الاميركي للعراق يزداد عدد المعارضين لهذه الحرب في الولاياتالمتحدة الذين تفزعهم اساسا الكلفة الاقتصادية الباهظة للاحتلال والغموض الذي يكتنف مصير هذا البلد بعد الانتخابات المقررة في 30 كانون الثاني «يناير» الحالي. فقبل اسبوع واحد من الانتخابات العامة في العراق اشارت العديد من استطلاعات الرأي الى ان غالبية الاميركيين تعارض هذه الحرب مما كان لها من وقع سيئ بعد اسبوع من الاحتفالات الجمهورية بالبداية الرسمية لولاية الرئيس جورج بوش الثانية. والآن يرى 55٪ من الاميركيين ان الحرب على العراق لم تكن تستحق عناء شنها (مقابل 44٪) في حين يبدي 58٪ (مقابل 40٪) استياءهم من ادارة الوضع ميدانيا من قبل ادارة بوش كما افادت نتائج استطلاع اجرته واشنطن بوست واي.بي.سي نيوز ونشر الثلاثاء. واسفر استطلاع آخر اجراه معهد غالوب لحساب يو.اس.ايه توداي وسي.ان.ان عن نتائج مشابهة مع معارضة 52٪ من الاشخاص الذين شملهم للحرب على العراق. والجمعة اشار استطلاع آخر اجرته مؤسسة اريس انترآكتيف الى ان ثلث الاميركيين الذين شملهم فقط (34٪) يعتقدون ان الوضع سيتحسن بعد الانتخابات فيما يرى 25٪ انه سيزداد سوءا. وفي خطابه الخميس في واشنطن لم يلفظ الرئيس بوش ولو مرة واحدة كلمة «العراق» في خطاب تنصيبه لولاية ثانية بعد ادائه اليمين الدستورية. وقال بروس كاين مدير معهد الدراسات الحكومية في جامعة كاليفورنيا ببركلي (غرب) «الامر استغرق وقتا لكن يبدو الآن ان الاميركيين اصبحوا اكثر ادراكا للحرب ولأثرها». وأضاف «في البداية فسر كثيرون من الاميركيين الشك لصالح بوش بدافع الوطنية والثقة فيه .. لكن حدث تغيير في تشرين الاول (اكتوبر) والآن بات لدينا اغلبية تقول ان الحرب كانت خطأ» موردا ثلاثة اسباب رئيسية لهذا التغيير: زيادة عدد القتلى في صفوف الجنود الاميركيين (1368 منذ اذار «مارس» 2003 وفقا لآخر احصاء للبنتاغون) وعدم توافر القوات الكافية والتأثير الاقتصادي للحرب. وأوضح كاين ان المعارضة في البداية ظهرت اساسا في صفوف الديموقراطيين «والآن تأتي المعارضة من صفوف المستقلين». وعلاوة على ذلك فإن الرئيس بوش وقبل ايام فقط من الانتخابات العراقية يواصل الافتخار علنا بأنه وضع حدا لواحد من اسوأ الانظمة الدكتاتورية في العالم ويقول انه لم يغير ابدا رأيه بشأن قرار التدخل في العراق. وأضاف كاين «الوضع قد يتحول الى فيتنام اخرى. اعتقد انه احتمال وارد جدا والامر يتوقف على تصميم الادارة على البقاء هناك». والآن بات الاميركيون يعون ان النزاع في العراق لم يصل الى النهاية السعيدة التي وعدت بها الادارة في بدايته. كما ادرك البعض ان هذه الانتخابات الاولى ما بعد صدام حسين يجرى الاعداد لها كعملية سرية امام تصاعد اعمال العنف التي يقوم بها المقاتلون المعارضون للوجود الاميركي.